مطالب جنوبية ملحة !

2014-12-03 20:03

 

الحراك الجنوبي أو الثورة الجنوبية لم يعد بحاجة بعد اليوم لاستعراض قوته من خلال حشد الأعداد الهائلة من مناصريه ،ولا هو بحاجة لانضمام آخرين فما يحظى به من التفاف شعبي حوله يكفي ليمنحه شعورا بالرضا عن حضوره ..

مئات الآلاف التي خرجت وتخرج منذ 2007م والآلاف من منتسبي المؤسسات والمرافق التي أصبحت تمثل جزءا نشطا من ساحات الفعل الثوري كل ذلك يكفي ويزيد لبعث الطمأنينة لدى الحراك بأنه بات ثورة شعبية متغلغلة في وجدان وضمير الشارع الجنوبي بكل فئاته وشرائحه.

 

ان سيطرة الحراك على الشارع خلال ما يقرب من سبع سنوات كفيلة هي أيضا ببعث رسائل مماثلة إلى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج بأنه ليس هناك من مجال للتشكيك في امتلاك الحراك حق تمثيل هذا الشارع وتبني مطالبه .

على الحراك الجنوبي إن يدرك انه لم يعد اليوم بحاجة ماسة لحناجر تهتف ولا لأيدي تصفق ،ولا لشباب عاشق للموت والاستشهاد في سبيل الجنوب ،كما انه ليس بحاجة لمزيد من المليونيات أو المهرجانات الصاخبة بعد 14 مليونية مزلزلة .

 

ما تحتاجه الثورة الجنوبية اليوم هو الانتقال إلى مراحل أخرى واستراتيجيات أكثر تأثيرا تبدأ بإنتاج قيادة مخلصة للقضية ،تتمتع بالثبات على المبادئ والمواقف وبالرؤية الثاقبة التي تجيد التعامل مع متطلبات العمل المرحلي وتستثمر الانتصارات التي حققتها الجماهير في السنوات الماضية .

الحاجة اليوم ماسة لرؤية واضحة لما يريده الحراك الجنوبي غدا وماهي أهدافه وماهي أدواته لبلوغ هذه الأهداف .

الحاجة اليوم جدا ملحة لإعطاء العقول الجنوبية فرصة تصدر المشهد وقيادته بحكمة وروية ،وقدرة على ضبط إيقاع الشارع وتوجيهه وإدارته بما يخدم القضية وليس التوجه معه ،والتصرف بعفويته وارتجاليته كما حدث خلال الفترة التي مضت.

 

ان ما يلغه الحراك من فعل ثوري قد وصل حد الإشباع والمطلوب الآن هو تفعيل العمل القيادي والسياسي لمؤازرة وإنجاح هذا الفعل الثوري حتى لا يتسلل إليه الملل .

 

لا يعقل ان يكون الجنوب بتاريخه وثقافته وحضارته قد عجز عن إنتاج قيادة شابه تستطيع إدارة المرحلة أوانه استسلم للبقاء أسيرا لقياداته التي شاخت او صفدت بقيود المصالح لدى دول وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية.

على الحراك الجنوبي ان يعي جيدا ان التمسك بأساليب وأدوات الماضي والتي مازالت حاضرة إلى اليوم معتقدا صلاحيتها ونجاعتها في هذه المرحلة سيجعل حضوره وعنفوانه في حال عد تنازلي قد يحتاج أيضا سبع سنوات من الضياع لتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل سبع سنوات من اليوم .