لا صوت يعلو فوق صوت الآسيوية ، شعار رفعه الهلاليون ، و غلف كل تصرفاتهم منذ تأكد تأهل الفريق الأزرق للمباراة النهائية لدوري أبطال آسيا ، عقب مباراتهم مع العين الإماراتي في إياب دور الأربعة للبطولة.
وتجسدت كل مظاهر الحشد الهلالي من اجل هدف التتويج الآسيوي معنويا وفنيا ، و كانت البداية من السفر إلى استراليا لخوض مباراة الذهاب مع ويسترن سيدني ، عندما قررت إدارة النادي طائرة خاصة لنقل الفريق ، والوصول إلى هناك قبل موعد اللقاء بستة أيام تقريبا.
انعكست حالة التركيز على تصريحات مسؤولي الهلال ، فخرج الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس النادي بتصريح قبل مباراة الذهاب أثار عاصفة من ردود الأفعال ، عندما طالب كل الهلاليين بالدعاء و التصدق ، كل حسب قدرته ، بنية فوز الهلال ، ثم وصلت الامور إلى ذروتها في الأيام الماضية بتصريح نائب الرئيس محمد الحميداني ، الذي قال في حشد من جماهير نادية " اللي ما يشجع الهلال ألعنوا والديه " وخلف بعدها موجة من الانتقادات حتى تدخل الرئيس العام بالمطالبة بالتحقيق مع الحميداني.
تزامن ذلك مع رصد إدارة الهلال مكافآت مجزية ، وصلت إلى نصف مليون ريال لكل لاعب في حال التتويج باللقب الآسيوي ، بالإضافة إلى وعد من عضو شرف النادي الامير الوليد بن طلال بتقديم 100 ألف ريال لكل لاعب إذا انجز الفريق المهمة الآسيوية بنجاح ، فضلاً عن انه تكفل بشراء تذاكر الدرجة الموحدة بمدرجات استاد الملك فهد الدولي ، الذي سيحتضن المباراة ، وتوزيعها مجاناً على الجماهير لتوفير المؤزارة الجماهيرية للاعبين.
وعلى الصعيد الفني فأن الهلال سيخوض " النهائي الحلم " السبت ، وهو متأخر بهدف ، منيت به شباكه في سيدني السبت الماضي في مواجهة الذهاب التي أقيمت بسيدني ، رغم ان الفريق قدم في تلك المباراة واحدة من أجمل مبارياته ، إلا انه عجز عن هز شباك الحارس إنتي كوفيتش.
وأثار العرض الهلالي في مباراة الذهاب تفاؤل عشاق الأزرق بقدرة الفريق الملقب بالزعيم على تجاوز الاستراليين والتتويج اللقب الآسيوي لأول مرة بمسماه الحالي دوري أبطال آسيا ، خاصة انهم اكدوا على نتيجة تلك المباراة لا يعكس حقيقة ما دار على ملعب " الماراتانا " بسيدني .
ويدخل الهلال مباراة السبت مكتمل الصفوف ، وبدون غيابات ، بعد ان استرد الفريق مهاجمه ياسر القحطاني الذي غاب عن الذهاب بسبب الإيقاف ، وكذلك شفاء كل المصابين وفي مقدمتهم تياجو نيفيز وسالم الدوسري وسعود كريري وسلمان الفرج ، مما يتيح للروماني ريجيكامب مدرب الفريق اختيار التشكيلة المثلى لهذه المواجهة المصيرية.
وكان الفريق قد أغلق تدريباته منذ يوم الأربعاء لتوفير التركيز للاعبين ، في الوقت الذي كان عكف فيه ريجيكامب على تهيئة الفريق نفسيا ، وتخفيف الضغط المعنوي الذي من الممكن ان يشكله الحضور الجماهير الكثيف ، والمتعطش للتتويج بالكأس الآسيوية.
في المقابل فأن فريق ويسترن سيدني قد نهج سياسة معاكسة عن تلك التي اتبعها الهلال ، وفضل الفريق الحضور إلى الرياض قبيل المباراة بثلاثة أيام فقط ، ليجنب لاعبيه أي محاولات جماهيرية للتشويش والنيل من تركيزهم ، كما حدث معهم مع مباراة دور الثمانية مع جوانجتشو الصيني.
ويراهن الاستراليون على قدرتهم في الإجادة خارج قواعدهم ، بالإضافة إلى ان هدف الذهاب يمنحهم أفضلية ، قد تضع منافسهم تحت ضغط نفسي طوال الوقت.
كما ان مهاجم الفريق "بريندون سانتالاب " قد أبدى جاهزية للمشاركة في المباراة المصيرية ، بعد ان كان قد تعرض لإصابة بخلع في الكتف في الذهاب ، وأكد الجهاز الطبي قدرة اللاعب على المشاركة ، حيث يمثل قوة هجومية لا يستهان بها .
وكان توني بوبوفيتش مدرب الفريق قد أرغم لاعبيه على التدريب تحت أشعة الشمس ، ليعتاد لاعبوه على الاجواء التي تنتظرهم بالرياض ، رغم ان المباراة تقام في المساء ، إلا انه اكد للاعبين ان درجات الحرارة مرتفعة حتى في الليل.
وادى الفريق الاسترالي ثلاث حصص تدريبية في الرياض ، منها واحدة على ملعب المباراة ، ويتوقع ان يبدأ بوبوفيتش بحذر دفاعي لامتصاص الاندفاع المتوقع للاعبي الهلال ، مع محاولة تهدئة إيقاع المباراة ، وكسب الوقت ، على ان يستغل أي هجمة مرتدة لإرباك الهلاليين.
بقي أن نشير إلى أن الاتحاد الآسيوي قد أسند تحكيم المباراة إلى طاقم ياباني بقيادة المخضرم نيشيمورا ، ومعه حكم مساعد اول ساجارا ومساعد ثانٍ ياجي .