ما إن تهل ذكرى ثورة أكتوبر أو عيد الاستقلال الوطني للجنوب حتى تبدأ وسائل الإعلام بتناول الحدثين الوطنيين للجنوب بالتركيز على مناضلين وشهداء تتكرر أسماؤهم كل عام، ويتم تناول مناطق معينة على أنها موئل الثورة والبطولة والتضحية لأشاوسها، وقد مر على ثورة أكتوبر (51) عاما ومر على الاستقلال الوطني (46 عاما).
العمل الوطني شارك فيه الجميع ومن كل الفصائل وفي عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وبرز رجال ونساء في كل الجبهات والقطاعات: حركة الإصلاح والثقافة والفكر والصحافة والتعليم والصحة والمنتديات والنوادي الثقافية والرياضية وجمعيات المرأة، وتجلت تلك المؤسسات والمنظمات في المجتمع المدني في عدن وسلطنات العبدلي والفضلي والقعيطي والكثيري.
عندما تتحدثون عن العمل الوطني اذكروا خروج أبناء عدن عام 1936م لاستقبال المجاهدين الفلسطينيين الستة القادمين من جزر سيشل كما ورد في الوثائق السرية البريطانية ومذكرات نجيب أبو عز الدين، واذكروا خروج أبناء عدن عام 1946م لاستقبال زعيم الريف المغربي عبدالكريم الخطابي، وتبنى الاستقبال نادي الإصلاح العربي الإسلامي ورئيسه الأستاذ أحمد محمد سعيد الأصنج، الذي أبرق إلى الشيخ مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر للتوسط للخطابي لدى الملك فاروق أثناء مروره بقناة السويس في طريقه إلى فرنسا لإكمال بقية العقوبة، وأية عقوبة على مجاهد مناضل من أجل شعبه المغربي، وبعث برقية إلى أمين عام الجامعة العربية الدكتور عبدالرحمن عزام وبرقية أخرى إلى مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء، وكان لتلك البرقيات تأثير كبير حيث رابط الخطابي في مصر حتى وفاته عام 1962م في عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.
اذكروا تأسيس مؤتمر عدن للنقابات في مارس 1956م ورموزه السيد زين صادق الأهدل وعبدالله الأصنج وعبده خليل سليمان وعبدالقادر فردي ومحمد سالم علي ومحسن محمد زليخي ومحمد سعيد مسواط ومحمد سعيد باشرين وعلي حسن قاضي، وبرز قاده نقابيون آخرون مثل محمد عبدالله القعيطي وعبدالله عبدالمجيد السلفي وصالح عبدالرحمن وصالح عرجي وآخرين.
اذكروا يوم الحشد الأكبر يوم 24 سبتمبر 1962 عندما خرج أبناء عدن يعبرون عن رفضهم لانضمام عدن إلى اتحاد الجنوب العربي، ودفعوا ثمن ذلك الموقف.
اذكروا خليفة عبدالله حسن خليفة رجل قنبلة المطار في 15 ديسمبر 1963م التي أصيب فيها مستشار المندوب السامي هندرسن وبعض الوزراء والسلاطين ودفع خليفة ومئات آخرون ثمن ذلك، ولم تتسع سجون عدن لهم فنقلوا إلى سجن البحرين وسجون أخرى في محميات عدن الغربية.
اذكروا أشاوس الفترة من 1963 حتى 1967 أمثال قحطان الشعبي وعبدالله الأصنج وعبدالله علي عبيد وفيصل الشعبي وسالم يسلم عولقي وخالد أحمد سعيد وعبد النبي مدرم وعبد الباري ونور الدين قاسم ومحمد ناصر القدح وعبدالله السلفي ونصر محمد سيف وهاشم عمر إسماعيل وعلي سالم يافعي وخالد هندي ومهيوب علي غالب وهاشم وعلي وحميد محمد سالم الشعبي وعبدالقوي رشاد وعلي جاحص وناصر وصالح عرجي وعبده خليل سلمان وأحمد سالم علي ومحمد سعيد باشرين وأحمد سالم طوحل وشيخ الحمزة وعيدروس السقاف وعلي محمد الدوح ومحمد علي الحبيشي ومحمد حرسي جوليد ومحمد عبدالله التيس وحسن الملاح وحامد عبدالله الشيخ وعلي عبدالله السكران.
اذكروا هامات بحجم عبد القوي مكاوي وحسن سالم باوزير وسالم ربيع علي وعلي صالح عباد وعلي سالم لعور وجاعم صالح محمد ومحمد صالح مطيع وعبدالعزيز عبدالولي وعبدالفتاح إسماعيل وأحمد يوسف النهاري وعلي عنتر وعلي بن علي هادي وصالح مصلح قاسم وعلي شايع هادي وأحمد السكران وسالم ناصر النخعي.
إن نسينا لن ننسى محمد علي هيثم وسيف أحمد الضالعي وخالد باراس وسالم علي الكندي وعبدالله عبيد وعلي أحمد ناصر السلامي وإسماعيل سعيد نعمان وسعيد صالح سالم ومحمد أحمد البيشي ومحمد علي شمشير.
هذا التاريخ ليس بيد أحد ولا يحق لأحد تجييره.
* الأيام