حرب أكتوبر : المصري الذي ألحق هزيمة ساحقة بالجيش الإسرائيلي بإستخدام المياه

2014-10-16 14:34
حرب أكتوبر : المصري الذي ألحق هزيمة ساحقة بالجيش الإسرائيلي بإستخدام المياه

الجنرال المصري المهندس باقي زكي يوسف صاحب فكرة استخدام الماء لعبور خط بارليف الحصين

شبوة برس - متابعات- القاهرة

 

كان خط الدفاع الإسرائيلي "بارليف"، الذي بني قبل حرب أكتوبر\ تشرين عام 1973 على الضفة الشرقية لقناة السويس، يعتبر مانعا لا يمكن عبوره، ارتفاعه 20 مترا من الرمل، وهيكله من أنابيب حديدية مليئة بالمواد القابلة للاشتعال، لا يمكن تجاوزه لا بالقصف ولا بالجرافات، ناهيك عن الإقتحام.

 

ومع ذلك تم هدمه في الساعات الأولى من الحرب.

 

لقد استطاع باقي زكي يوسف، ضابط الوحدات الهندسية (حاليا جنرال)، أن يبتكر طريقة لتدمير ما لا يمكن هدمه بالحديد، مستفيدا من الخبرة التي اكتسبها من العمل المشترك مع المهندسين الروس أثناء بناء سد أسوان.

 

مراسل "صوت روسيا" ألتقى في القاهرة مع جنرال الوحدات الهندسية باقي زكي يوسف.

 

"عندما رجعت من أسوان فى يوم 5 يونيو عام 1967 حيث عملت ضمن مجموعة كوادر فنية خصصتها القوات المسلحة المصرية لتقديم المساعدة فى بناء السد العالى تم تعيينى وأنا برتبة رائد رئيسا لفرع المركبات فى إحدى الفرق الموجودة على الضفة الغربية لقناة السويس وهى فرقة 19 مشاة للجيش الثالث الميدانى .

ومن بداية فترة خدمتى فى هذه الفرقة وأنا أمارس نشاطى اليومي كنت أشاهد كيف كان العدو ببنى الساتر الترابى الخاص به على الضفة الشرقية للقناة. وذلك بمساعدة شركات أجنبية على أعلى مستوى فنى أجابها لتقوم ببناء الساتر الترابى له وبإملاء هذا الساتر بالاسلحة والمعدات . وخلال فترة حرب الإستنزاف وصل إرتفاع هذا الساتر الترابى الى 21 مترا أى ما يعادل إرتفاع 7 أدوار ووصل عرضه الى 12 مترا أى ما يعادل إرتفاع 4 أدوار وبلغت زاوية ميلان الساتر فى إتجاه القناة فى أغلب حالاته 80 درجة .

كما أصبح هذا الساتر مليئا بالاسلحة والمعدات والنقط القوية وحقول الألغام ومصاطب الدبابات وهو كله دوائر قتال متكاملة ومترابطة. وهذا من أجل تأمين فصل الضفة الشرقية وسيناء عن مصرتماما."

 

فى مايو عام 1969 إستدعى قائد الفرقة ضباط القيادة وشرح لهم المهمة المخصصة للفرقة ثم بدأ يشرح لهم كيف يمكن القضاء على الساتر الترابى بالمتفجرات .. وبالمفرقعات .. وبنيران المدفعية المكثفة من جميع أعيرتها.. وبالصواريخ .. وقال: إن في ذلك صعوبة كبيرة.. . ثم قال: نلجأ الى وسائل غير تقليدية مثل سلاح نووى وذرى لكن كيف ستأتى؟ بل وإذا تم إستاخدامها كيف تكون تأثيراتها؟ ..

قضية ثانية جديدة تماما..

وأصابنى قلق بالغ عندما إستطرد القائد يقول أن خسائر قواتنا فى موجات أولى من الهجوم قد تبلغ 20% أى واحد من كل خمسة أفراد.. وهذا غير المصابين.. بالإضافة الى أن أقل وقت لفتح ثغرة بهذه البدائل تبلغ من 12 الى 15 وحتى 24 ساعة.

 

ففى هذه اللحظة شعرت نفسى عائدا فى مخى الى أسوان عندما شاركت فى بناء السد العالى واسترجعت خبرتى الهندسية وعرضت تقريرى على قائد الفرقة بشكل ملخص.. وكانت الفكرة التى إقترحتها على قائد الفرقة تتلخص فى إستخدام طلمبات مياه يجرى تثبيتها على زوارق خفيفة بغرض انها تسحب المياه من قناة السويس وتقوم بضخها بقوة إندفاع كبيرة على الساتر الترابى فى الأماكن المحددة لفتح الثغرات.. وتسبب المياه بدوره فى تحريك الرمل وتجعله نازلا بحكم كون الساتر نفسه مائلا فى إتجاه القناة بزاوية 80 درحة.

 

وأكدت على ضرورة الإستفادة من خصائص مسرح عمايات.

 

أما قائد الفرقة فطلب منى عدم الإفصاح عن هذه الفكرة لأحد حيث أنه أراد عرضها على الرئيس جمال عبد الناصر مباشرة .

وبالفعل إستدعاه الرئيس جمال عبد الناصر فى أقل من أسبوع وإهتم بهذه الفكرة كثيرا وأصدر تعليماته بدراستها وإجراء تجارب لها وتنفيذها فى حالة النجاح.

 

وفى مايو عام 1969 تم إجراء أول تجربة فى حلوان حيث بنى ساتر ترابى إصطناعى مماثل للساتر الإسرائيلى . أما الطلمبات فأتت من السد العالى فى أسوان.. وفى نهاية الأمر تم فتح الثغرة المطلوبة فى خلال فترة زمنية تزيد قليلا عن 4 ساعات . بالإضافة الى أن مجموع عدد التجارب بلغ فى نهاية الأمر 300 تحربة تم إجراؤها على جميع أنواع الطلمبات والأراضى.

 

ولقد تم إجراء آخر هذه التجارب فى يناير عام 1972 على الساتر الترابى الطبيعى فىى جزيرة البلاح حيث تمكننا من فتح الثغرات فى هذا الساتر خلال 3 ساعات وربع . ووقتها تقرر إستخدام أسلوب التغريز لفتح الثغرات.

 

وفى حرب أكتوبر بدأنا فى الساعة الثانية بعد الظهر وتم فتح أول ثغرة فى الساعة السادسة عصرا وقبل الساعة العاشرة مساء تم فتح 60 ثغرة. وبلغت كمية الرمل الذى نزل من الساتر الترابى الى قناة السويس 90 ألف متر مكعب. وكان من المفروض أن يبلغ عدد الخسائر التى تتكبدها قواتنا 90 ألف شهيد بينما بلغ هذا العدد فى واقع الأمر 87 شهيدا فقط."

 

* صوت روسيا