ما حدث ويحدث في الشمال تمليه إرادة خارجية بشقيها الرسمي والاستخباري وفق أجندات تسير بدقة الساعة (الأوميجا) أو (الرولكس) اعتبارا من 11 فبراير 2011م.
شاهدنا ونشاهد في ساحة الشمال مشاهد متغايرة متنافرة شاهدنا “سمك لبن تمر هندي”، لكنها الإرادة الخارجية والإعلام الدولي بوسائله المتعددة والمتنوعة التي تنقل أحداث الشمال والهالة المفبركة حول صنعاء ناسية ومتناسية ما يدور على الجنوب حتى وإن فتر الحراك الجنوبي بفعل فاعل محلي وإقليمي ودولي، إلا أن أعمال الإرهاب التي نفذت وتنفذ في الجنوب سواء من القوات المسلحة والأمن الشماليين أو من الجماعات التابعة لعرابدة حاشد وسنحان الذين لا يزالون أقوياء لم نجد أية تغطية من وسائل الإعلام المذكورة، وما زاد الطين بلة هو الصمت والجبن الجنوبيان.
شهدت عدن في الآونة الأخيرة حراكا جيدا برمي حجر لتحريك المياه الراكدة وسبقها مشروع وطني قدمه الشباب من أجل توحيد القوى الثورية الجنوبية، ومنسق هذا المشروع الشاب الناشط أدهم السعدي، وقدم لي نسخة من هذا المشروع الناشط المعروف الشاب أديب العيسي ولا غبار على السعدي والعيسي، وكتبت في ذلك المشروع ثم جاء الإعلان المبارك عن مجلس الإنقاذ الجنوبي وهي قوة طيبة دعمتها في موضوع ثم جاء إشهار المجلس العسكري والأمني الجنوبي.
وفي هذا السياق تناقلت وسائل الإعلام زيارة الأخ حسن باعوم إلى عدن، وعقد عصر الجمعة الماضية اجتماعا موسعا شاركت فيه قيادات بارزة في الحراك الجنوبي، وتم التوافق على عدد من الخطوات السياسية الهامة لم يفصح عنها، ونتمنى للإخوة في المجلس الأعلى للحراك التوفيق في عملهم بما يسهم في إخراج القضية الجنوبية العادلة من الركود الذي فرض عليها بفعل فاعل شمالي وفعل فاعل جنوبي مدعومين إقليميا ودوليا، إلا أن الملف الجنوبي سيبرز على السطح أيضا بفعل فاعل دولي وإقليمي وستمليه مصالح القوى الدولية ومناطق نفوذها وهي معروفة، وخارطة الشرق الأوسط الجديد تبين الشمال والجنوب السياديين، أما التقسيم فيشمل مناطق أخرى، ومن حقهم أن يقسموا طالما وأن الشعوب قد طحنها الخوف والبطش الذي يمارسه الحكام وجماعات الإرهاب التي خرقها جهاز الموساد الإسرائيلي.
برز الآن الحديث عن إعلام جنوبي حر ومستقل وإعلام جنوبي موحد، وتداعت جهات جنوبية إلى النهوض بالدور الإعلامي الجنوبي، وهو حق مشروع وهو فرض عين لا فرض كفاية، وأنا شخصيا قد تلقيت عرضا (مجانيا لصالح القضية) بالقبول أو الاعتذار عن المشاركة في دائرة إعلامية موحدة لصالح القضية الجنوبية.
رحبت بالدعوة وأعلنت تضامني الكامل معها إلا أنني شددت على ضرورة وحدة الأداة السياسية، ومن ثم وحدة الأداة الإعلامية، وينبغي أن نفهم ماذا يعني العمل الإعلامي ومساحة انتشاره المطلوبة، وما هي الإمكانات المطلوب توفيرها.
في اعتقادي أن المطلوب تحديد الرؤية السياسية للإطار العام للمكونات الداخلة في العمل الموحد والتنسيق، ومن ثم تحديد رؤية العمل الإعلامي الموحد على ألا تكون دائرة انتشاره في الجنوب والشمال بل توسيعه إقليميا ودوليا بمختلف الوسائل والدخول على مواقع وزارات الخارجية لمختلف البلدان وعلى مواقع أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية وبصورة خاصة الـ CIA الأمريكية والـ M16 البريطانية والموساد الإسرائيلي والدخول على مواقع مختلف منظمات الأمم المتحدة فقد تحتاج للسكرتارية العامة للأمم المتحدة، وقد تحتاج لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونيسكو) أو (اليونيسيف).
قد تحتاج إلى تحريك المغتربين في الخارج وخاصة دول الغرب وتقوم بتغطية تلك الفعاليات وإجراء مقابلات مع المغتربين والمتضامنين معهم للضغط على حكوماتهم.
* ألأيام