استطلاع:كيف تنظر الأحزاب والمكونات السياسية لما جاء في بيان حلف قبائل حضرموت

2014-09-28 18:00
استطلاع:كيف تنظر الأحزاب والمكونات السياسية لما جاء في بيان حلف قبائل حضرموت

الصورة من الارشبف لأحد اللقاء العامة لحلف قبائل حضرموت

شبوة برس- خاص - المكلا - محمد اليزيدي

 

حرص حلف قبائل حضرموت خلال مؤتمره الأخير الذي أنعقد مطلع الأسبوع الماضي، على مشاركة الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة الحضرمية، بنفس الحرص الذي أبداه في مؤتمره الثاني الذي عقده في العشرين من ديسمبر العام الماضي.  وذلك من خلال توجيه الدعوات العامة لكل المكونات من أجل التشاور والمشاركة في رسم ملامح تحركات الحلف لإبراز القضية الحضرمية وتنفيذ مطالب أبناء حضرموت. تلك المطالب التي قالت عنها السلطات الرسمية في اليمن أنها شرعية وعادلة.

 

ولكن عدا عن المشاركة في حضور اللقاءات، كيف تعاملت تلك الأحزاب والمكونات مع ما جاء في البيان، وكيف تبدو نظرة ها إليه؟

 

مع اقتراب شمس يوم السبت الماضي الموافق 20/9/2014 من الغروب ، كان حلف قبائل حضرموت يختتم مؤتمره الاستثنائي بإصدار نحو (16) قراراً جديداً تُضاف للقرارات السابقة والتي لم تبصر بعضها النور حتى اللحظة.  ولعل أهم تلك القرارات  كان مطالبة الدولة بسحب كافة ألويتها العسكرية من مدن حضرموت، والدعوة لتشكيل لجنة مختصه لوضع خطة أمنية لتأمين حضرموت خلال 48 ساعة، بالإضافة إلى مطالبة الرئيس هادي بضرورة القدوم لحضرموت والالتقاء بقادة الحلف.

 

بيان الحلف ونقاطه الستة عشر، أثارة الكثير من المواقف المؤيدة  و المتحفظة عليها، كحال  المجلس التنسيقي لقوى تحرير واستقلال الجنوب بحضرموت، والذي أعلن ممثليه انسحابهم من اللقاء قبل اختتامه احتجاجاً على ما قالوا أنه ضعف البيان وركاكته وخلوه من أي مواقف ترتقي بالهبة الشعبية إلى مرحلة جديدة تُساهم في اجبار السلطات على الامتثال لتلك المطالب.

 

ووفقاً لبيان صادر عن المجلس التنسيقي  والذي يضم بين طياته كل من ( المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب، و المجلس الأعلى للثورة السلمية لتحرير الجنوب، و المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته،  وكذلك  حزب رابطة الجنوب العربي الحر "الرابطة") ، فإن بيان الحلف الأخير حمل خطاباً استجدائياً ومضامين – قال المجلس – أنها لا تعكس يقين السواد الأعظم من أبناء حضرموت الذين يرون في صنعاء سلطة احتلال غاشم.

 

نظرة  الرفض لما جاء في البيان من قبل المجلس ذو الخلفية الحراكية، اختلفت بالنسبة لنظرة حزب التجمع اليمني للإصلاح والذي قال أن ما جاء في البيان " يُلبي" مطالب ابناء حضرموت.

حيث وصف رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بحضرموت الاستاذ محمد بالطيف ما خرج به الحلف في بيانه بأنه يُلبي مطالب الكثير من ابناء حضرموت، ويُجدد الثقة في أن الحضارم سيجتمعون بكل انتماءاتهم من أجل حضرموت.

 

ووفقاً لبالطيف،  والذي شغل أيضاً موقع الناطق الرسمي للمجلس الثوري بحضرموت، فأن الدعوة التي أطلقها رئيس حلف قبائل حضرموت، جاءت في وقتها المناسب، خصوصاً في ظل ما تمر به البلاد من مرحلة حرجة تتطلب من ابناء حضرموت رص صفوفهم ومواجه المخاطر.

 

اما اشتراكيو حضرموت،  فاعتبروا  ان ما خرج به اللقاء يعكس وضع الحلف وإمكانياته التي عبر عنها في التقرير المقدم من رئاسة الحلف للمشاركين. 

كما لم يخفوا بعض ملاحظاتهم تجاه ما جاء في البيان وطريقة مناقشة مسودته، واعتباره تجاوزاً للواقع  حينما طالب بإخراج الألوية العسكرية من حضرموت.  وأن الواقعية تكمن في إزالة المعسكرات من مدن حضرموت. مثلما يقول الاستاذ / محمد الحامد، سكرتير أول منظمة الحزب بحضرموت.

 

ولم يخفي القيادي الاشتراكي استياءه من طريقة مناقشة مسودة البيان، حيث قال أن أي تصعيد ينبغي ان يدرس في إطار مجموعة متخصصة وليس في اجتماع موسع. 

ومضي  الحامد،  قائلاً " كان المفروض ان يتقدم أي مكون او قبيلة بمقترحات بالقرارات، ويبين فيها متطلبات تنفيذ ذلك القرار ومدى مساهمته  في التنفيذ من الناحية المادية والمعنوية والبشرية".

 

مبدياً استغرابه من مطالب البعض بضرورة الخروج بقرارات قوية وتصعيدية ، دون أن يضع أحد على نفسه أي التزامات. واصفاً هذا الأمر بأنه لن يؤدي فيما بعد إلا الى مزيد من الاحباط وعدم الثقة.

 

هاجس الحزبية المُقلق 

 

مشاركة الأحزاب السياسية في منظومة الحلف، وأن كانت مطلوبة كون تلك الأحزاب أكثر إدراكاً لسبل التعامل السياسي والتنظيمي، إلا أنها باتت تُشكل مخاوف كبيرة لدى شريحة واسعة من ابناء حضرموت، وهو ما أكده رجل الدين الحضرمي المعروف العلامة السلفي أحمد بن حسن المعلم، رئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية، نائب الزنداني في هيئة علماء اليمن في كلمته التي ألقاها في الحلف ، والتي شدد فيها على ضرورة أن يترك الحزبيون حزبيتهم حينما يتعلق الأمر بالحلف وحضرموت.

 

هاجس أن تؤثر الولاءات والانتماءات السياسية على الحلف وعمله ، كانت مُسيطرة على الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعية حيث تم رصد ما يمكن اعتباره اتفاق جماعي على أن الأحزاب  السياسية ستؤثر بشكل سلبي على مسيرة الحلف.

وهذا ما أكده المواطن سالم باعلوي، والذي كتب عن مشاركة الأحزاب  في الحلف قائلاً : " أن أغلب المنتمين للأحزاب من ابناء حضرموت يغلب عليهم الولاء لأحزابهم أكثر من ولائهم لحضرموت ،وهذه النظرة الضيقة أثرت في المرحلة السابقة على الحلف، وذلك من خلال استغلال قوى الفيد لمواقف هذه الأحزاب  لضرب أي اجماع حضرمي للنهوض بأبناء حضرموت لنيل حقوقهم".

 

المحاسب نائف باشن، بدوره أتفق مع ما جاء به باعلوي، معتبراً  أن الأحزاب عمدت على استغلال الحلف بحجة انهم من ابناء حضرموت، فيما هم يعملون على تقزيمه.

وذلك حينما قال " كل الأحزاب استغلت الحلف، وجميعهم دخلوه بصفتهم الحضرمية، ولكن للأسف هم يريدون للحف أن يتقزم حسب رغبة أحزابهم، وهذا ما جعل الحلف أسير أفكار متعددة".

 

فيما لم يبتعد الطالب في قسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت، عمر عبدالله، عن من سبقوه بالتأكيد على أن ارتباطات  أعضاء الأحزاب السياسية  أقوى من ارتباطهم بأرضهم ووطنهم حضرموت.

 

أما السيد عمر النهدي، فيرى أن مشاركة الأحزاب السياسية في الحلف في ظل هذه الاوضاع والمعطيات التي تمر بها الساحة اليمنية سيكون لها تأثير سلبي أكثر من كونه إيجابي.

ويُضيف النهدي والذي يعمل كمبرمج ومصصم للإعلانات، أن تلك السلبية تكمن في كون أن تلك المشاركة لا تخضع لمعايير مثل النسب والتمثيل، وأن هذا الأمر قد يؤدي إلى سيطرة وهيمنة سياسية أحد تلك الأحزاب على الحلف ومسيرته.

 

إذا فالجميع هنا لا يُخفي هاجس قلقه من مشاركة الأحزاب  السياسية في الحلف ومنظومته ، ولكن يبقى السؤال قائماً حول ما مدى قدرة الحلف على الحفاظ على استقلاليته وعدم الوقوع تحت سيطرة تأثير توجه معين عدا عن توجهه المعلن في حال مشاركة الأحزاب  في منظومته. 

وهل يمكن للحلف أن يتستغنى عن تلك المشاركة التي قد تكون سبباً في إعطاء الحلف غطاء سياسي، في ظل توجه المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيانات القبلية التي ينظر إليها بشكل عام بمنظور أنها تمثل منبراً للرجعية والتخلف.