حذاري الانتكاسة

2014-09-15 13:12

 

ما اصعب التراجع والتنازل عن قرارات تم اتخاذها ، واجبرتك ظروف مفتعلة بصعوبة تحقيقها ، بعد ان قطع المرء خطوات متقدمة نحو تحقيق اهدافها ,,

فــ " الوصول الى القمة سهلا لكن المحافظة عليها من الصعوبة او صعبا " كما يقول الحكماء .

 

من هنا خطينا نحن الجنوبيون، ورسمنا اهداف وغايات، لاجلها عزمنا، وشحذنا الهمم للانطلاقة صوبها مهما كلفنا من تضحيات ، ورغم صعوبة الطريق التي سلكناها في هذا المضمار الثوري الذي تحدينا الصعاب وواجهنا التحديات – صمدنا امام صلف واساليب المحتل – استمرينا بعنفوان شعبي ثوري لم يشهده تاريخ الجنوب من قبل – اجواء جنوبية ساخنة وارض ملتهبة بفعل تلك التضحيات لشعب لبى النداء امام أي حدث يناديهم الواجب الوطني.

كان نِعم الشعب الابي، امام أي استحقاق ثوري، يتقاطرون من كل حدب وصوب، هدفه واحد رايته واحده ينشد وطن واحد ، لم يكن في حسبانهم أي شخص او مكون او منطقة غير الجنوب، المقيد  بسلاسل السجان الغاصبين يريدوا انقاذه من ايادي اولئك الطغاة الظالمون ,,

 

عشنا طيلة سنوات عجاف مرّة المعاملة من قبل المحتل لنا ,, لكنها ايام حلوة في معاملة بعضنا لبعض تلك هي التي اعادت لنا روح المبادرة روح الاخوة "انصر اخاك ظالما او مظلوما – ايام كانت من اجمل الايام الثورية توقف ازاءها الكتاب والمحللين في الدراسة والبحث عن جيل جنوبي قادم يريد حقه سلميا ينشد وينثر الحب والسلام والتعاون، يهدف الى البناء والعمل والمبادرة تبدو من سماتهم الثورية والتعاضد والتكاتف من طبائعهم شعارهم اخلاقي تصالح وتسامح ...

 

مع مرور السنين لم تغربل تلك الصفات والسمات الاجتماعية والاخلاقية الثورية الرائعة لشعب جنوبي عظيم لم تؤطر في قالب سياسي مع الهدف الذي رفع ، لم يكن هناك رأس واحد متحدث باسم الشعب ، بدأت الكارثة " الانتكاسة " مع تعدد رؤوسها الذين لم يرتقوا او يكونوا درجات في المهام والمسئولية بعمل ثوري لعب الادوار وتقسيمها كإخوة حسب الكفاءة والجدارة والتضحية مثل ما بدائنا النضال ..

 

لكنهم اندفعوا ان يكونوا في خط واحد قيادات الجنوب" رؤساء الجنوب " في ضل لم يحسموا امرهم كعاداتهم السابقة التي ضيعت من خلالها الوطن .. استمرينا اعواما أخرى نزرع وهم الخلاف والاختلافات، ونرفع نفس الشعار الثوري، ونتواجد بنفس الساحة، بعد ان حان الخطر الذي داهمنا مرض الاستعلاء وحب الذات"  كلاً يصف نفسه ومكونه التي تعددت منها الغث والسمين بالوطنية - الاقوى الافضل- الاكثر عملا - بالأول من خرج الى الساحات – شعارات والشوائب دخيله على نضالنا وشعبنا الذي وقف امامها مستاءً مع المقارنة لتلك الطبائع والصفات الثورية الحقة التي ذكرتها سالفا ودفعتنا للثورة وتمددنا برقعتها حيث تمتع واتصف بها كل ثائر وطبق وقائعها على الارض من اجل الوطن منذ انطلاقتنا الاولى..

 

وما نعيشيه في هذا لظرف الصعب والذي يجب ان نلعب الادوار في كل الاتجاهات خاصة لمنظمات المجتمع المدني والمكونات الثورية لتقسيم الدور الثوري والتوعوي والاجتماعي والسياسي لنخرج من هذا الصمت القاتل الذي نعيشه ونستمر بذلك العنفوان منطلقين من تلك الصفات والاخلاق الثورية الحقه متصفين بـ - الخلق والصدق والاخلاص وحب العمل التطوعي والمبادرة - في مجتمعنا الجنوبي ، للمختصين في الدين التربية والتعليم والصحة والاعلام والحقوق والجيش والسياسية وكل النخب وفي كل المجالات ، الكل يلعب دوره حتى نصل الى نقطة مشتركة اسمها الجنوب وكل شخص يقوم بعمله ومسئوليته يؤديها مراقب الله ويحمل في ضميره حب الوطن، معاهدا من سقطوا من اجله الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين .. لنتجاوز الانتكاسة التي تحدق بنا وتحيطنا فهناك اعداء كثر يريدوا بنا الايقاع في تلك التراجع والانتكاسة التي لن ترحم احد ...