سررت كثيراً وأنا أتصفح «الأيام» في عددها المؤرخ الخميس/ الجمعة 11 / 12 سبتمبر 2014، ووقفت أمام عنوان بخط عريض نصه (تأسيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي) بعد الاجتماع الذي عقدته قيادات وممثلو عدد من مكونات الحراك الجنوبي بعدن يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2014 أسفر عن اتفاق إعلان مبادئ تأسيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي، واعتبرت ذلك على الفور صحوة وإن جاءت متأخرة، إلا أنها تجسد المقولة الإنجليزية الشهيرة
BETTER LATE THAN NEVER
حقا إن اتفاق إعلان المبادئ أو “أول الغيث قطرة” شكل صحوة، ونأمل أن تكون، (أي الصحوة)، كذلك، لأننا نريد أن نكسب اعتراف العالم بنا، لأنه يعترف بقضيتنا، فقضية صعدة ليست قضية، أما قضية الجنوب فقضية وطن.. قضية شعب.. قضية ثروات.. قضية شهداء وشهيدات.
إن تعدد المكونات والقيادات أمر يثير الشبهة لأننا قرأنا التاريخ وتعلمنا من دروسه أن الشعوب التي لها قضية لها حامل سياسي، لها شخصية قيادية كارزمية يجمع عليها الشعب: غاندي (الهند) محمد علي جناح (باكستان) (لي كوان يو) سنغافورة (ماو تسي تونج) الصين (علي عزت بوجوفيتش) البوسنة والهرسك (سامورا ماشيل) موزمبيق (نيلسون مانديلا) جنوب أفريقيا (فيدل كاسترو) كوبا.
مشكلتنا أيها الإخوة أننا لم نقدم قراءة موضوعية محايدة لتاريخنا لنخرج منها بعدد من الدروس.. نحدد أماكن التعثر ونقاط الانطلاق، وأن نعترف بالحقيقة ليس بقصد الانتقام أو تصفية الحسابات ففينا ما يكفينا، وعيب علينا إثارة ذلك، ولعرفنا أننا دفعنا ضريبة 30 نوفمبر 1967 و30 نوفمبر 1989 و22 مايو 1990 والفترة الانتقالية القذرة الممتدة من مايو 1990 إلى أبريل 1994 و7 يوليو 1994 و11 فبراير 2011 والانتخابات التوافقية.
علينا أن نعترف أن نظام صنعاء والقوى المتنفذة هناك دخلت في لعبة دولية ضد الجنوب، فالبداية كانت “ارحل” ثم جاءت الانتخابات التوافقية ومؤتمر الحوار الوطني (مجازاً) ثم حكاية القوى المعرفلة ثم الإرهاب المفتعل في الجنوب وتصوير الجنوبيين على أنهم إرهابيون ثم حكاية النفق ثم الحوثي، وكل هذا وذاك هدفه واحد: الالتفاف على قضية الجنوب.. الضحك على ذقون الجنوبيين.
كونوا على يقين إما أن نعمل على إنقاذ الجنوب أو أننا سنغرق جميعا ولن تقوم للجنوب قائمة، فأنتم أمام خصوم خطيرين، أبوابهم مفتوحة على كل العواصم، وحتى الشيطان، الذي يقال إنه غريب، عندهم “في الجيب”.
دعونا نتفاءل بالخير، وأوله “الإنقاذ”، لأن وظيفة “الإنقاذ” سامية، هدفها تجاوز الغرق، أجارنا الله وإياكم منه.
* الأيام