صراع القتلة !!

2014-09-10 13:58

 

ليس بمقدور أحد الدفاع عن مطامح الحوثي في الوصول إلى السلطة ، كمشروع سياسي قديم جديد للجماعة ،وكجزء من  الحنين إلى الماضي .

 

 لذلك وبعد ان  أسقط  الحوثي عمران ،كانت عينه  وبوضوح تتجه  صوب صنعاء كهدف تال ، لتحقيق غايته التي خاض لأجلها ستة حروب  طاحنة مع الدولة ،راح ضحيتها الآلاف من أنصاره  ومن منتسبي القوات المسلحة .

 

لم يكن يشغل  جماعة الحوثي التي تمدد نفوذها على رقعة واسعة من مساحة البلاد ،باتت تحت سيطرتها وخارج سيادة الدولة  سوى البحث عن الذريعة والمبرر لبدء رحلة الصيف إلى صنعاء سعيا لتحقيق حلمها، وبما يرفع عنها الحرج بل ويسهم في حشد قطاعات واسعة من الشارع لتأييد مشروعها هذا  .

 

ولغباء واستهتار منها فإن حكومة النفاق الفاسدة وحين أعلنت رفع الدعم عن المشتقات النفطية ، متسببة بإلحاق أذى كبيرا بشريحة واسعة من المجتمع الذي  ازداد فقرا  وجوعا في عهدها ،فإنها قد قدمت  للحوثي وبهكذا إجراء وعلى طبق من ذهب مبرر الزحف إلى صنعاء إذ جاءتها بصورة المنقذ للشعب رافعة شعار المطالبة بإسقاط الجرعة  وبإسقاط الحكومة الفاسدة.

 

من هنا فالكل - الحكومة وجماعة الحوثي (المسماة أنصار الله ) - شركاء في هذا العبث والفوضى ، وكليهما يتحمل وزر ما آلت إليه الأمور من تدهور  مريع ،يرافقه انسداد الأفق تجاه إيجاد أي حلول يمكنها زحزحة الأوضاع لمصلحة  ان ينعم الناس في هذا البلد غير السعيد بالأمن والاستقرار وبلقمة عيش كريمة .

 

من يتابع مجريات الوضع في صنعاء خاصة سيدرك ان الأمور قد وصلت الى مستوى مخيف أختتم أمس بإراقة الدماء وهو ما يثير المخاوف من تحول لغة حوار الأطراف المتصارعة إلى لغة السلاح تحت وهم قدرة أي منها (الحوثي أو الإصلاح ) على حسم الصراع لصالحها والاستئثار بالدولة وإمكاناتها لخدمة مشاريع صغيرة تتبناها ،لا تستوعبها سوى هي ومناصريها .

 

ان مواجهة الدولة للعنف إن وجد بعنف مقابل لا يعني سوى المزيد من العنف وان الدم حين يسيل لا يمحى من الأرض إلا بدم مقابل ، وكل ذلك انما يعمق الجراح القائمة أصلا ويسد منافذ الحلول ،ويعجل من أسباب انهيار البلد الموشك على الانهيار بعد أنهار كل قواه ومؤسساته ،بفعل سوء الإدارة وتغول الفساد المستشري بقوة في كل مفاصل الحياة فيه، ما ولد الفقر والجوع ،و جعل الناس تعيش حالة من الرعب اليومي ، بفعل انفلات شامل ومفجع يدفع  قيمة فاتورته بسطاء الناس من قوتهم وأمنهم ودمائهم التي تسفح كل يوم دون ذنب سوى أنهم يعيشون في بلد مسكون بالرعب المستوطن اسمه اليمن.