ثمة قضايا تقنعك بأن هذا الواقع لن يتغير

2014-09-09 14:17

 

هذا واقع معقد بل وبالغ التعقيد.. واقع الثقافة المدنية تكاد تكون معدومة.. الكل مجمع بأن الإسلام يجبّ ما قبله، وبالمختصر المفيد فإنه لا بديل للكتاب والسنة، ومع ذلك ففي هذا الواقع العرف القبلي أقوى من الكتاب والسنة.

 

أتعرف كل يوم على الجديد القديم والعصي على الفهم.. أنت أمام قضايا يصعب الدخول فيها أو الخوض فيها لأنها قضايا أفراد مع أفراد، وقضايا أشقاء مع أشقاء، وترى على الخط فساداً في القضاء أو في ما يسمونها وسائل الضبط القضائي.

 

ترى عقوداً الطرف الأول فيها الشركة الفلانية ومن ظاهرها تمنحها الشرعية ويرتفع فجأة صوت من أصوات الحق التي لا تخشى أن تتكلم بالحق مهما كانت العواقب، ويفيدك صاحب ذلك الصوت بأن الشركة الفلانية لا وجود لها على الأرض.

 

وكيف ذلك يا صاحبي؟ قال: فلان ما هو إلا واجهة للأفندم فلان أو الشيخ فلتان اللذين لايطالهما القانون، واقبل بذلك ورجلك فوق رقبتك.

 

اعتذرت عن قبول أوراق لنزاع بين شقيقين خرجا من رحم واحد، فقلت في نفسي: خرجا من رحم واحد وهل ترتجى رحمة هذا أو ذاك؟ وسألت: إذا غابت الأسرة أو الفخيذة فأين القبيلة؟ لماذا لا يصلحون ذات بينهما؟.

 

لماذا يشاهدون النزيف المالي أو النزيف الدموي دون أن يحركوا ساكناً؟.

 

أعتذرت عن قبول أوراق تخص قاضيا كبيراً دخل نزاعا مع أفراد على أرض، والأرض اشتراها هذا القاضي من شركة عقارية من حر ماله، ولا غبار على هذا القاضي الذي لا يزال ساكنا في شقته منذ سبعينات القرن الماضي.. قيل لي: لماذا لايسترد حقوقه من البائع؟ قلت كيف؟ قيل لي: لأن البائع شركة وهمية يرأسها فلان الواجهة لقوى من العيار الثقيل.. قلت: لماذا يضعون القضاة في مثل هذا المواقف الحرجة؟ لماذا لايخصصون لهم مساحات ليقيموا عليها مساكنهم حتى لاتتعرض ذممهم للشبهات؟.

 

ثمة قضايا اطلعت عليها ومن ضمنها قضايا كشفت بأن هناك خللا وشرخاً في هيكل الدولة والقبيلة، لأن مسألة الأرض تلوثت كثيراً لأننا في ظل دولة هشة وألف سلام وألف رحمة على إدارة الأراضي في عدن وما عرفت عنها من وثائق صادرة عنها (جرانات وليزات) ويرحم الله مشيخة العقربي والسلطنة اللحجية والسلطنة الفضلية لأن الأرض في تلك الديار موثقة حتى يومنا هذا وهي التي تقرر حتى هذا اليوم بأن هذه أرض فلان وليست أرض علان لأنها موثقة لدى إدارة الأراضي في المشيخة أو السلطنة.

 

لماذا انحدرت الأمور إلى هذا المستوى من الحضيض؟ من وراء هذا الانحدار؟ من الذي يسمسر في الأرض؟ لماذا تتحرك طقوم الأمن وطقوم الأفراد؟ لماذا تتوارى طقوم الأمن وتظهر طقوم الأفراد؟ لماذا يسود قانون القوة ولا تسود قوة القانون؟.

 

لماذا لا تصلح القبيلة ذات البين بين أشقاء ينتمون إلى نفس القبيلة وبأقل كلفة وبلاش بنادق وذبائح وطرابيل قات؟.

 

اسمعوا يا هؤلاء إن الحبيب المصطفى أخبرنا بأنه بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق، أي كانت هناك قيم وأخلاق لكن ما أراه اليوم أن مكارم الأخلاق باتت في حكم المعدوم.

 

* الأيام