ما زال التوتر والترقب يخيم على أجواء العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل تصعيد جماعة الحوثيين، التي أعلنت رفضها لمبادرة حل أزمة مطالب إقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، الذي اتخذته الحكومة قبل أكثر من شهر .
وشهدت صنعاء أمس، نهاراً هادئاً، عكس الأيام السابقة، في حين من المنتظر أن تعلن جماعة الحوثيين اليوم الجمعة، موقفاً تصعيدياً جديداً في إطار تهديد قياداتها باتخاذ خطوات حاسمة لإجبار السلطات على إقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، وحسب المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام فإن المرحلة الثالثة من التصعيد مفتوحة ولن تنتهي بوقت محدد وستكون الوسائل فيها متعددة والخيارات مفتوحة أيضاً حتى تستجيب الدولة لمطالب الشعب، وإذا لم تستجب سنستمر في خياراتنا السلمية الرافضة"، على حد تعبيره .
وأشار عبدالسلام إلى أن "هناك مبادرات يجري درسها لتحقيق المطالب، أما مبادرة اللجنة الرئاسية فهي عرجاء تحاول خلط الأوراق وتستدعي مشكلة عمران التي انتهت من وجهة نظرنا إضافة إلى إثارة قضية قتال التكفيريين والدواعش في محافظة الجوف" .
وقتل ضابط يمني وأربعة من أفراد اللجان الشعبية إلى جانب العشرات من الحوثيين خلال اشتباكات في محافظة الجوف (شمال)، وقال مدير أمن الجوف العميد محمد العديني لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ) إن المعارك لا تزال مستمرة في مديرية الغيل، موضحاً أن حدة المواجهات ازدادت عما كانت عليه في السابق، وأكد أنهم لن يسمحوا للحوثي بالسيطرة على مفرق الجوف- مأرب، وتكرار ما حدث في عمران، مشيرا إلى أن الجيش سيصدهم بمساندة اللجان الشعبية .
وتدور المعارك بين الطرفين في منطقة الغيل منذ مساء الأربعاء، وحسب مصادر محلية فإن صوت دوي الانفجارات يسمع من على مسافة تصل إلى حوالي 16 كلم من مركز المحافظة، وأشارت المصادر إلى أن عددا من المنازل تهدمت في الغيل التي يتمركز بها الحوثيون .
وذكر مصدر أمني مسؤول أن عدة مناطق بالمحافظة تشهد مواجهات عنيفة ومتواصلة بين قوات الجيش والمسلحين الحوثيين رغم الجهود التي تقوم بها اللجنة الرئاسية بهدف احتواء التوتر، وقال إن المواجهات تركزت في مديريتي الغيل ومجزر وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم مسؤول أمني بارز يدعى يحيى زبن الله، مؤكدا أن الحوثيين يستقبلون تعزيزات من صعدة وعمران، وأنهم يسعون بكل عتادهم للسيطرة على محافظة الجوف .
* الخليج