هل يعطي هادي بن عمر الفرصة الاخيرة في صعدة

2014-08-25 06:57
هل يعطي هادي بن عمر الفرصة الاخيرة في صعدة
شبوة برس- خاص صنعاء

 

أفزعتنا الأخبار التي تتبادلها وسائل الاعلام اليمنية المسؤولة وغير المسؤولة عقب عودة الوفد الحكومي الذي ارسله الى صعدة الرئيس عبدربه منصور هادي للتحاور مع زعيم جماعة انصار الله عبدالملك الحوثي ..

للأسف جاءت الأخبار متضاربة ، فبينما تقول وسائل الاعلام الرسمية ان الوفد عاد من مهمته في صعدة خالي الوفاض وانه لم يحقق اي شيء من جولات مفاوضات عدة مع انصار الله ..

من صعدة خرجت تبريرات تناقض تصريحات الوفد الحكومي ، اذ قال رئيس العلاقات السياسية لأنصار الله الأستاذ حسين العزي رسالة الى رؤساء وأمناء عموم الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية مرفقة بصورة مع التحية لفخامة الأخ رئيس الجمهورية و للسيد جمال بن عمر ولسفراء الدول الشقيقة والصديقة أوضح فيها أسلوب وطبيعة أداء اللجنة الحكومية وعودتها المفاجئة إلى صنعاء ، وكشف في رسالة وزعتها مواقع إخبارية عدة " أن اللجنة الحكومية وصلت إلينا بأيادي خالية من أي حلول منطقية أو معالجات موضوعية ، وكان من الواضح جدا أنها لم تكن مخولة بأي صلاحيات تمكنها من الإنخراط في مفاوضات جادة ومنتجة تنطلق من هموم ومعاناة الشعب ، ولذلك ظلت هذه اللجنة - وعلى مدى أربعة أيام تقريباً - تفاوض بلغة المساومة وتقديم العروض في مقابل أن نتنازل عن مطالب الشعب ، ونحن في كل مرة نذكرهم ونكرر عليهم بما يوحي أن هذه اللغة هي لغة لا نفهمها ولا نجيدها ولا نحبذ أن تكون هي الأسلوب المتبع في مناقشة قضايا تتعلق بمعيشة وحياة كل الناس ..

ولأننا أيضا لا نقبل لأنفسنا أن نحقق أية مكاسب أو مصالح ذاتية على حساب مصلحة الشعب".

 

الأمور أصبحت واضحة ، كما ان عدم الثقة قد سادت بين الطرفين من خلال تصريحات متناقضة تزيد من قلق الشارع الذي يبحث عن مخارج سياسية لا تأزيم للوضع ينتهي بحلول دموية لن يدفع ثمنها الساسة بل المواطن المغلوب على أمره.

 

واستشعارا بالمسؤولية ولنزع فتيل الأزمة وتفجيرها ، ولايقاف طبول الحرب التي تقرعها مواقع إعلامية غير مسؤولة ، فأني اقترح ان يرسل الرئيس عبدربه منصور هادي المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر للقاء عبدالملك الحوثي وقيادة انصار الله في صعدة للتهدئة والاستماع بعقل مجرد عن المماحكات السياسية التي هي سمة الحياة السياسية في اليمن .. اعتقد جازما ان سياسة الفرصة الاخيرة بذهاب بن عمر الى صعدة ستأتي بنتائج إيجابية قبل فوات الأوان.

 

الحرب لن يستفيد منها الا تجار الحروب .. من يريد ان يبني وطنا عليه إعطاء فرصا كثيرة للحوار والبحث عن حلول سلمية واستنفاد كل الفرص المتاحة التي يحاول اي من الطرفين ان يسدها معتقدا ان الحرب اسهل الطرق لتحقيق مكسب سياسي ، ولو كان الامر كذلك لما فشلت ستة حروب في صعدة لم يخرج منها نظام المخلوع الا مهزوما في جولة .. هل يستمع عقلاء ومستشاري الرئيس لحل كهذا وقبل فوات الان .. هذا ما أتمناه .

 

* لطفي شطارة - سياسي واعلامي جنوبي