رسالة مفتوحة إلى الرئيس هادي حفظة الله

2014-08-24 06:14
رسالة مفتوحة إلى الرئيس هادي حفظة الله
شبوة برس- خاص صنعاء

رسالة مفتوحة إلى الرئيس هادي حفظة الله

السيد الرئيس عبدربه منصور هادي      صنعاء                                                الموقر

في ضوء الاحتواء والضغوط التي تمارس على أبناء الجنوب وحراكه السلمي من خلال الحرب الناعمة الموجة ضد قضية الجنوب تشترك فيها اطراف عدة والتي يتم بموجبها الادعاء بأنها تقدم الحلول للقضية الجنوبية من وجهة نظرهم ، ومع الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود مرجعية وقيادة سياسية موحدة للقضية وبحكم انتمائكم للجنوب ومعرفتكم بالقضية الجنوبية بكل أبعادها وخلفياتها ومستقبلها .

 

اننا ندعوكم  للتفهم الكامل لقضية الجنوب بأبعادها السياسية والتاريخية والمستقبلية بعيداً عن تأثير اللحظة الراهنة وما يرافقها من تجاذبات ومغالطات ومزايدات من أي جهة كانت، لذا نأمل منكم الوقوف بحزم إلى جانب الحقوق الوطنية للجنوب بعيداً عن أي تأثير يتصل بفترة وجودكم في الجنوب أو في سلطة نظام صنعاء خلال الفترة الماضية ، وبعيدا عن أي حسابات تتصل برضى اطراف شمالية او دولية.

 

اننا نقدر حجم المعاناة الكبيرة التي تعانوها والضغوط التي تتعرضون لها من الداخل اليمنى والخارج ، الاّ ان ذلك لا يمانع من وقوفكم الصريح مع الحق، فقضية الجنوب لا يمكن ان تكون موضوع للمساومة أو التسويف عبر استمالة أو احتواء هذا الشخص أو ذاك أو هذه المجموعة أو تلك ، كما كان يعمل الرئيس المخلوع ، إذ لا يمكن تعريض القضية  للخطر تحت أي ظروف كانت لان ذلك لا يحقق الاستقرار او يهيئ لمعالجة القضية .

 

 سيدي الرئيس ليست من مصلحتكم كرئيس توافقي يعمل من أجل الاستقرار العام في اليمن ونقل اليمن إلى مرحلة جديدة تكون على قطيعة مع الماضي والحاضر كما عبرت عنها وثيقة الضمانات فأن أي محاولة  تستهدف تفكيك قوى الحراك الجنوبي من أي جهة كانت ولا تساعد على تماسك قوى الحراك فهي في الاخير تعيق مهامكم وتعاملكم كرئيس مع هذه القوى ، وتعرفون ان هناك من يتربص ذلك , ان تفكيك قوى الحراك السلمي قد لا تساعد على الاستقرار ، بل ويسيئ بمستقبل القضية وفترة حكمكم ، وهذا يصب في الاتجاه المعاكس الذي يدعوا الحراك للمشاركة السياسية .

 

اننا نعرف حجم ما تعانوه من تحديات من قبل مراكز القوى في صنعاء التي لا يروق لها وجودكم على هرم السلطة أو ان ترى نجاحكم في مهامكم كرئيس توافقي بين تلك القوى على الرغم من انهم كانوا قد ايدوكم كرئيس في تلك الفترة المهمة التي كادت تصل بهم إلى نهاتيهم ، اذ جئتم كمنقذ لهم ، اذ كان هدفهم من وجودكم وضمن حساباتهم في اضعاف قضية الجنوب ، والذي ذهب البعض منهم إلى عدم الاعتراف بالقضية ونذكركم بعباره قال السيد محمد قحطان في أتصال مع أي القنوات الفضائية العربية قبل الانتخابات الرئاسية في رده عن سؤال عن مستقبل القضية الجنوبية  فقال ( امرنا لله  سوف نسلم ونختار رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي )،  كما أن موافقتهم على قبول الستة الاقاليم كان بهدف تقسيم الجنوب ليست الاّ وهم في الاصل رافضين ومعرقلين لها كما تعرفون ذلك.

 

سيدي الرئيس هادي اننا نطالبكم بتجميد عمل لجنة صياغة الدستور، لان استمرار العمل بذا الشكل يعني السير في العملية السياسية التي رفضها الجنوبيين وسوف ينتج عنها ما يتسم بخصوص مؤتمر الحوار الوطني الذي لم يكن فيه الجنوب ممثل تمثيل حقيقي كما تعرفون.

ان المحاولات الحالية التي تهدف إلى استمالة البعض من القيادات الجنوبية سواء تلك التي ظهرت علناً أو المخفية  التي تمت وتتم عبر مجموعة من الوسائل الترويضية  انها في الاخير محاولات لا تساعد على الاستقرار بل تستهدف التنازل عن دماء الشهداء والتخلي عن قضية شعب الجنوب. وان هذه الاعمال تتنافى مع الحقوق السياسية والوطنية  والتطلعات المشروعة للجنوبيين.

 

سيدي الرئيس ان عمل مثل ذلك ربما هو خدعة أخرى بضم الجنوب إلى الشمال بذلك تكون قد كررتم خطاء السيد سالم البيض عام 90م بل واخطر منه .

 

وعليه .. فقد اصبح جلياً ذلك الخطر بالوقوع في فخ جديد يصعب الخروج منه, خصوصا مع التغيرات التي تجري على ارض الواقع في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.

 

 اننا نأمل من سيادتكم التحرك لمعالجة قضية الجنوب باستحقاقاتها الحضارية والتاريخية ومراجعة ذلك الوضع من خلال تقديم مشروعاً يفضي إلى حوار واضح بين طرف الشمال والجنوب ويكون برعايتكم  الكريمة .

 

لذا فان أي محاولات جزئية تنتقص من حق الجنوبين في تقرر مصيرهم سوف تضل عرضة للصراعات ونناشدكم بصفتكم  رئيس الجمهورية اليمنية الموقتة العمل بجدية على اعتماد مسار جديد لحل قضية الجنوب، فاذا ما اقدمتم بذلك فأنكم ستحظى بدعم ومحبة ليس اليمنيين  ؛ فحسب بل وفي العالم  اجمع وسيخد اسماكم التاريخ إلى الابد .

 وفقكم الله لما فيه خير الامة

 

* عدنان قحطان اليافعي