جاء الدور على مدينة المكلا كبرى مدن حضرموت لتعيش ساعات من الرعب على وقع اقتحام مسلحي "أنصار الشريعة"هذه الليلة لمساءاتها المسكونة بالود والسلام والطمانئنة .
بعد فجيعة الطويلة سيئون وخاصرة الوادي المبارك القطن اهتزت ديار المكلا مع دوي الانفجارات واندلاع الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين المقتحمين انطلاقا من شارع الستين غرب المدينة ووصولا إلى جول مسحة حيث مدخلها الشرقي ..
إن ما جرى ويجري بتصاعد مخيف لا يشير إلا إلى أن حضرموت وأهلها باتت تساق إلى مجاهل صراع مدمر لا ناقة لها فيه ولا جمل وأن مخططا يجري تنفيذه بتسارع وبرعاية متنفذي مراكز القوى الحاكمة في عاصمة دولة الاحتلال صنعاء لاغراقها في لجج انفلاتات وحروب لن تورثها غير الخراب المستديم .
وأمام هذه المشاهد الراعبة يصبح سكوت واستكانة وتردد أبناء حضرموت في مواجهة ما يحدق بهم وما يستهدف أرضهم وسلامهم ووجودهم ضربا من ضروب الخنوع المؤدي إلى المهالك ..
إن اللحظة المشحونة بالأخطار تستدعي من كافة أطياف حضرموت ورجالها تجاوز حالة التنازع والتشتت والاجتماع على كلمة سواء رفضا للمخططات الجهنمية الجاري تنفيذها والاصطفاف في وجه مشروع تحويل حضرموت إلى ساحة لتصفية حسابات مراكز قوى سلطات الاحتلال المتنازعة في صنعاء .
إن تخليص النجاة بحضرموت من كل ما يتهددها من مهاوي لن يتأتى إلا بخلاصها التام من قبضة الاحتلال اليمني وهو ما لا يمكن أن يتأتى إلا بانتصار الثورة السلمية التحررية الجنوبية وانتزاعها لحرية الجنوب واستقلاله وبناء الدولة الجنوبية الاتحادية الجديدة كاملة السيادة،أما أي مشاريع أخرى تعيد انتاج الاحتلال مع تحسين شروطة فلن تجدي نفعا ..
تلك الحقيقة التي يتعين على كل واهم أو مخدوع أو مغرر به من أبناء حضرموت الوعي بها،ونجزم بأن ما يحتدم اليوم في أرجاء حضرموت من تفجرات وفواجع وانفلاتات لا يترك مجالا إلا للتسليم بتلك الحقيقة الساطعة سطوع شمس حضرموت ..
ألا هل بلغنا اللهم فأشهد ..
* علي الكثيري - سياسي واعلامي حضرمي
*ملحوظة : الصور من الإعلامي علي الجفري .