لا تصدقوا ديمقراطية علي صالح فمدافعنا جاهزة بشحمها في المخازن... ‘‘ عبدالرحمن العماد 2006‘‘

2014-07-11 22:11
لا تصدقوا ديمقراطية علي صالح فمدافعنا جاهزة بشحمها في المخازن...  ‘‘ عبدالرحمن العماد 2006‘‘
شبوة برس- خاص صنعاء

 

كان الحكيم الصيني كونفوشيوس مارا بالطريق عندما ساله احدهم : ما ترى في تقديم القرابين وخدمة الارواح (عبادة الاسلاف في الصين) فالتفت اليه الحكيم قائلا : وما الفائدة من خدمة ارواح قد ماتت، الا يجدر بك ان تقدم هذه القرابين لارواح لازالت حيه تئن من الجوع !

 

عندما يستمد انسان ما تصوره لحاضره من ماضيه ويضع على اساس هذا الماضي وبكل عنصريه وتعصب وانغلاق وضيق افق ورفض للاخر وجمود وشدة ،اقول عندما يضع على اساس هذا الماضي : فلسفته في الحياة الحاضرة .. وبالتالي فكره فدينه فطريقة عيشه ثم "علاقاته بالعالم المحيط به" وحتى قوله وفعله عندما يحدث هذا نحصل على : انسان معلول متناقض مشوش ومنافق حتى مع نفسه لا يكاد يجد شي فيما يحيط به يتناسب او يتوافق معه اطلاقا، انعدم فيه روح التفكير والتحرر والتجديد والنشاط والعمل، يعيش خارج الزمان و"حتى المكان" ففي الوقت الذي يحرص فيه بني البشر على قيمة حياتهم ومصالحهم وربط علاقات بالاخر تتخطى هذه الظروف النسبية التافهة يظل هذا المسكين (المريض عدو نفسه) قابعا في صومعته امام صنمه لا يملك من "حطام الدنيا" الا ان يقول : "اللهم عليك باعدائي" !

 

 

العماد في مقولته اعلاه : لخص جوهر القضية و"سر الفشل" الذي اصاب المشروع الاسلامي في اليمن على مدى عقدين كاملين اي من بعد حرب 94 والى الان .. لم يهزم او يفشل الاخوان من قلة.. لا .. فلديهم من القواعد الشبابيه والوسائل المادية مايستطيعون به ان يسقطوا : نظام دولة كامل خلال ساعات فقط، كما لم ينتصر الحوثي من قوة .. لا .. الحوثي لا يملك من مقومات البقاء ما يستطيع به ان يحكم لساعة واحدة فقط ..

 

السر : ان الاخوان محافظين تقليديين بافكارهم ووسائلهم يعيشون في الماضي لم يقدروا لظروف الحاضر ووسائله واسبابه احاطوا انفسهم بسياج وانغلقوا على انفسهم وهي الثغرة التي استغلها الحوثي بربط علاقات بالشرق والغرب ليظهر على غفله من الزمن ولو لساعة واحدة فقط : انه حداثي ! متمدن حضاري و "ديمقراطي" ! : فنطقت مدافع "عبدالملك" بينما بقيت مدافع "العماد" رابضة في مخازنها .

 

* جمعان باتيس