في هذه «الأيام» المباركة، أتوجه بأطيب التهاني وأخلص الأماني إلى الجنوبيين في السلطة وخارجها في الداخل والخارج بالصحة والسعادة وديمومة ماء الوجه والمحافظة عليه من الجفاف،لأن العالم يتقدم ونحن نتخلف لأننا جعلنا من قضايا الوطن (مجازاً وإلا فهي القبيلة) الساخنة مصدراً للإثراء والكسب غير المشروع.
إن ما يجري في البلد عامة والجنوب خاصة أمر لايرضي أي شريف أو حر،ولايرضي أي مسلم ولا مسيحي ولا يهودي، ويلاحظ المرء أو المراقب أن الأمور تسير بمتوازيات فجة فراحوا على سبيل المثال يعقدون مؤتمر الحوار الوطني وصرفت الأموال الجمة والضخمة وبالعملة الصعبة، ورافق ذلك سلسلة أعمال إجرامية يندى لها الجبين خجلاً: اغتيالات، نسف أنابيب النفط، ضرب أبراج الكهرباء، قطع طرقات، نهب بنوك ومؤسسات.
تحدثوا عن حكومة توافق أو وفاق والتوافقية ظاهرة سلبية عند العرب، وكشف الدكتور محمد جابر الأنصاري،المفكر البحريني عورتها في الحوار الذي أجراه مع الدكتور غازي القصيبي في (وجها لوجه) في مجلة (العربي) الكويتية في عددها الصادر في مايو 1992 حيث قال: “التوافقية مصطلح لا يريح الكثيرين وبعضهم يمارسونه ويتبرؤون منه، وبعضهم يرونه جمعا مفتعلاً بين المتناقضات... ولذلك فهي في توصيف الدكتور الأنصاري بأنها “ايديولوجية اللا حسم في الحياة العربية المعاصرة، وفي التجربة اليمنية في العام 2012 وحتى اليوم فإن التوافقية كما رأيناها شبيهة بخلطة (سمك لبن تمر هندي)”.
ومن المتوازيات المتنافرات أن تسمع عن حصار جامع الصالح أو مقر الفرقة الأولى مدرع ثم تسمع أو تقرأ معها أخباراً عن تصفيات جسدية للجنوبيين أو ارتكاب مجازر في الجنوب، وتسمع معها عن حرب في عمران أو صعدة ولا ترى ضحايا ولا دماء في حين ترى مجازر في الضالع وحضرموت وعدن ولحج.. ترى تدمير أبين وشبوة.
ومن المتوازيات المتنافرات التي ما أنزل الله بها من سلطان أن تسمع عن قدوم جنوبيين إلى صنعاء ويلتقون بالرئيس هادي ثم تسمع وتقرأ عن سلسلة جرائم في الجنوب، جماعية وفردية، وسط صمت جنوبي مريب،وكأن الطير على رؤوسهم، لا حس ولا خبر من الداخل ولا من الخارج، لا من السلطة ولا من خارجها.
من المتوازيات المتنافرات الحديث عن سير أعمال اللجنة الدستورية وعن تجربة الفيدرالية وعن الوحدة التي يتحدثون عنها بأنه لا فكاك منها ويظهر الأفندم علي عبد الله صالح ويتحدث ويهدد ويتوعد بأنهم بالمرصاد لكل من يفكر في الانفصال، ثم تسمع عن انعدام مادة الديزل وتسمع فجأة عن انعدام مادة البترول وانقطاع الكهرباء، فلا الماطور يسعفك ولا الكهرباء تغيثك.. وكتبت في أكثر من صحيفة مخاطباً الروس: يا أصدقائي الروس بلادي (بلاد) (أي “مومس” بالروسية)، وتسمع وتقرأ عن توقف نشاط مصفاة عدن لأول مرة منذ افتتاحها في 27 أبريل 1954 عند قدوم صاحبة الجلالة البريطانية الملكة اليزابيث الثانية ووضعت بعد ذلك حجر الأساس لأكبر مستشفى في الجزيرة العربية وهو مستشفى الملكة اليزابيث الثانية الذي افتتح في العام 1958 م.
ها هي السلطة تدعي يوم الأربعاء 30 أبريل 2014 بأن القاعدة (قوات خاصة تابعة لعرابدة حاشد وسنحان) قامت بذبح (80) جنيداً في شبوة ولترفع الروح المعنوية (كذبا) زعمت السلطة بأنها قتلت (72) من القاعدة (القوات الخاصة).
ها هي السلطة تعلن يوم الإثنين 12 مايو 2014 عن مقتل الشاب علي نجل محمد إسماعيل ضالعي، عضو مجلس الشورى بخور مكسر والدراجة النارية وراء الحادث.
وتعلن السلطة يوم الأحد 25 مايو 2014 عن جرائم بشعة في سيئون رافقتها أعمال نهب وترويع للسكان لساعات معدودات، وتوارى أفراد العصابة وعادوا إلى قواعدهم (معسكرات الجيش) سالمين،وقامت نفس القوات الخاصة بتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية يوم الخميس 26 يونيو 2014 (ذكرى استشهاد سيدهم سالمين) ونتج عنها (19) قتيلاً وتفجير مصنع التمور وإحراق مبنى الاتصالات وبرج مطار سيئون، وبلغ استهتارهم بأن أوقفوا طائرة وأنزلوا الركاب منها.. أفراد العصابة معروفون، أهداف عملياتهم معروفة (عودة عرابدة حاشد وسنحان إلى الحكم).
الخميس 29 مايو 2014 اغتيال سالمين العوبثاني، مدير أمن المكلا السابق ومعه نجله عوض، والشهيد ليس من حاشد ولا من بكيل ولا من خولان التي خلت من أي قتيل أو جريح.
الأحد 15 يونيو 2014 أفراد عصابات عرابدة حاشد وسنحان يستهدفون باصا يقل موظفين وموظفات في المستشفى العسكري بعدن، وأزهقت أرواح وأريقت دماء وخلفت جرحى وسط صمت جنوبي مريب.
الإثنين 9 يونيو 2014 الشاب وليد عبدالله يسقط شهيدا عند مدخل مدينة المحلة (لحج) برصاص قاتلين يستقلان دراجة نارية وسط جبن جنوبي مريع.
الأحد 22 يونيو 2014 سافلان يستقلان دراجة نارية تابعة لعرابدة حاشد وسنحان يغتالان العقيد عبد الله حسين المحضار (ليس من حاشد ولا بكيل ولا خولان ولا سنحان بل جنوبي) المدرس في الأكاديمية العسكرية العليا وعضو فريق هيكلة الجيش بالقرب من منزله بصنعاء وسط صمت جنوبي، لأن الجنوبيين صواريخ بلا فيوزات.
الأربعاء 25 يونيو 2014 نجاة قائد مركز شرطة دار سعد (في دار سعد) والصيرفي فهمي الزريقي (في الشيخ عثمان) من محاولتي اغتيال وراءهما دراجتان ناريتان (وربما واحدة) وسط صمت جنوبي مريب.
الأعمال أكثر من ذلك بكثير ويتحدث الجنوبيون عن زياراتهم لصنعاء،ويتحدث جنوبيون آخرون عن مخرجات الحوار وكأنهم في كوبنهاجن أو امستردام،وتلك الأعمال تجري من حولهم وهم لا حس ولا خبر وبلاغات الجيش والداخلية تتحدث عن هزائم الحقتها بالقاعدة.
أقول للجنوبيين: “وحدوا صفوفكم واتركوا الزعامات وقذف الاتهامات فليس هناك شرفاء ولا هناك خونة، وإنما هناك اختراقات، لأن هناك مخططا خارجياً تنفذه أدوات في الداخل تمهيداً لترتيبات كبيرة في المنطقة، واللاعب الأول هو (الموساد) الإسرائيلي الذي يوظف الورقة الدينية على أوسع نطاق”.
أيها الجنوبيون وضحوا موقفكم وتصدوا للمخطط الذي يستهدف أبناء الجنوب حتى لاتقعوا في دائرة الشبهة كضالعين مع عرابدة حاشد وسنحان.
* عن الايام