أثبتت مدة العام الماضي منذ مغادرة صالح وحكومته سدة الحكم في صنعاء وقدوم رئيس جديد وحكومة جديدة تدير دفة هذا البلد، إن ممارسة القمع والتدمير والظلم ونهج الإقصاء والتهميش والنظرة الاستعلائية ضد الجنوبيين لم تكن ماركة مسجلة باسم النظام السابق وحده ،بقدر ما هي برتوكول محدد الاتجاهات والغايات، يشبه برتوكول بني صهيون اسمه برتوكول بني أحمر، له وسائله وأهدافه التي ينبغي إن يلتزم بها الحكام والفلاسفة والعسكر باختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الحزبية والفكرية.
لذلك يبدو جليا زيف ما قاله وزعمه هولاء بان الأخطاء والمظالم التي ارتكبت بحق الجنوب فيما مضى هي من إنتاج صالح ونظامه فقط، وإن لحى الحكام الجدد ستكنس هذه الأخطاء والخطايا وان على الجنوبيين طالما وقد شهدوا زوال النظام السابق إن يحسنوا الظن في النظام الذي خلفه لأنه هبة إلهية وهو من سيعيد للأمة مجدها وللوحدة وهجها الذي أفل وهي مهدها.
فما شهدته الساحة الجنوبية خلال عام من عهد الفاتحين الجدد من استمرار لمسلسل القتل والسلب والإقصاء يكشف وبالنظر إلى بشاعته وصلف وهمجية القائمين به والواقفين خلفه وحدة النظرة الاستعلائية التي ترى في الدم الجنوبي دما مباحا،وكذا وحدة السياسة الإقصائية التى تؤمن إن الجنوبي مجرد لاجئ صومالي أو مغترب هندي أو مهمش حبشي سكنوا هذه الأرض في لحظة غفلة من ملاكها الأصليين إي هم وبالتالي فهم أي أهل الجنوب ليسوا من هذه الأرض ولا يستحقون البقاء على أديمها أو الاستئثار بثرواتها ومواردها.
مصيبتنا إن برتوكولهم ولد لديهم قناعة إن جنسهم أرقى من جنسنا ودماؤهم أطهر من دمائنا وقد أثبتوا لنا مرارا أنهم لا يرون فينا ما يرونه في أنفسهم من سمو للنفس البشرية ومن حرمة للدماء والأرواح بل أنهم إذا كانوا يقيمون المآتم لقتلاهم فأنهم يهللون لمشاهدة قتلانا وجرحانا .
كنا بالأمس نشاهد إعلامهم يولول ويبكي كما تبكي الثكالى و يكيل الشتائم لضبعان ويطالب بمحاكمته دوليا لأنه أطلق النار على متظاهرين ومعتصمين ربما كانوا يحملون السلاح في تعز فإذا بهذا الإعلام المخزي اليوم يصف هذا المجرم بالبطل بعد إن أمر دباباته وجنوده لقتل النساء والأطفال وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها الآمنين في مدينة الجليلة بالضالع وكأنما دماء غالية وناجي وعادل هي من طهرت تأريخ هذا الرجل من جرائمه في تعز .
إن استمرار نهجكم في القتل والتدمير ومباركة أعمال النهب والسلب تفضح سوء نواياكم ومهما أنفقتم أو بذلتم في سبيل تحسين صورة هذا النظام فلن يجدي في شيء لأنكم أمام شعب مهما بلغ سكوته أو تسامحه وعفوه إلا انه يدرك ماذا تعني أفعال خصمه وما ترمي إليه مخططاته ،ولن تنطلي عليه أحاديثكم وادعاءاتكم بأنكم إنما جئتم لإصلاح ما أفسده سلفكم ..
وكما قال بن علي لشعبه يقول لكم شعبنا فهمتكم وافهم برتكولكم يا بني أحمر.