العفو الدولية تصف أحداث أبين اليمنية خلال العام الماضي بـ"كارثة في مجال حقوق الانسان"

2012-12-04 08:15
العفو الدولية تصف أحداث أبين اليمنية خلال العام الماضي بـ"كارثة في مجال حقوق الانسان"
عن ال بي بي سي

وصفت منظمة العفو الدولية الاحداث التي شهدتها منطقة أبين اليمنية اثناء القتال بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "القاعدة" في عامي 2011 و2012 بـ"كارثة في مجال حقوق الانسان".

وأشارت المنظمة في تقرير صدر لها يوم 3 ديسمبر\كانون الأول الى انها تملك أدلة ثابتة على حدوث انتهاكات كبيرة تصل الى إعدامات بدون محاكمات وبتر اعضاء ارتكبها مسلحو انصار الشريعة.

كما يوجه التقرير الاتهام ايضا الى الحكومة اليمنية لعجزها عن حماية المدنيين اثناء القتال. ودعت المنظمة الى محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الانتهاكات.

يشار الى ان "انصار الشريعة" سيطروا على مساحات واسعة في محافظة ابين اليمنية ابان الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد حركة الاحتجاجات التي قادت الى تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة وتسليمها الى نائبه في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

وتمكن المسلحون من السيطرة على عدد من المدن خلال 14  شهرا تقريبا قبل أن تدحرهم القوات الحكومية، بدعم لوجستي امريكي في وقت سابق من هذا العام.

وقد فرض المسلحون الاسلاميون اثناء فترة سيطرتهم تطبيق الشريعة بطريقة متشددة عبر تأسيس محاكم دينية تدخلت في مختلف تفاصيل الحياة من اللباس والسلوك ومفردات الحياة اليومية.

وتقول امنستي في تقريرها تحت عنوان "النزاع في اليمن: اكثر ساعات أبين ظلاما" ان هذه المحاكم تفرض باستمرار عقوبات مهينة ووحشية وغير انسانية بحق من تتهمهم بارتكاب جرائم او تشتبه في قيامهم بالتجسس او أولئك الذين تتهمهم بممارسة السحر او تجاوز الاعراف الثقافية والاجتماعية". ويقول التقرير إن العقوبات تتضمن عمليات قتل دون محاكمة أو بتر اعضاء أو التعذيب والجلد، وقد ظل جثمان رجل تم اعدامه مصلوبا لعدة أيام في العراء.

كما اتهمت المنظمة الحكومة اليمنية باستخدام "اسلحة قتالية ميدانية غير مناسبة" اثناء محاولتها طرد مسلحي القاعدة من المنطقة. وقالت إن استخدام الضربات الجوية والمدفعية وقذائف الهاون في المناطق السكنية أدى إلى وفيات في صفوف المدنيين، وانتقدت ايضا المسلحين لتمركزهم وسط التجمعات السكانية و"تعريض السكان المدنيين بتهور للاذى".

ويضيف التقرير بأن "ثمة تقارير ايضا تفيد بأن بعض الضربات الجوية الموثقة في التقرير قد تكون تمت بواسطة طائرات بدون طيار امريكية، التي يبدو انها كانت ناشطة خلال فترة النزاع".

ويخلص التقرير إلى أن نحو 250 الف شخص قد اضطروا للنزوح من منازلهم بسبب القتال، وإن الخطر ما زال قائما من عودة انصار الشريعة للظهور من جديد.

من جانبه قال فيليب لوثر مدير منطقة الشرق الاوسط وافريقيا في منظمة العفو الدولية "يجب على السلطات اليمنية أن تضمن قيام لجنة التحقيق التي اعلنت في سبتمبر/ايلول بالتحقيق في كافة الانتهاكات البشعة التي ارتكبت".

واضاف ان "مأساة أبين ستظل تتردد في اليمن لعقود قادمة ما لم يتم تقديم أولئك المسؤولين عنها للمحاسبة وتقديم تعويضات للضحايا وعوائلهم".