ربي .. أريد أن أبتسم ضاحكا ! .

2014-04-01 05:13

 

في القرآن الكريم نقرأ قصة سليمان النبي الملك ( عليه السلام ) وهو يرعى مجتمعا متنوعا من الجن والإنس والطير وغيرهم . وفي ثناياها دروس لكل راعِ فئة من الناس كثر عددها أو قل وتوسع محيطها أو ضاق , وفيها فوائد لكل أبناء المجتمع في حياتهم العامة والخاصة , وفي الحقوق والواجبات وما يترتب على ذلك من الثواب أو العقاب .

 

قال تعالى : " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا "

 

ـ الراعي الايجابي يتفقد رعيته ومؤسساته وأسرته وتلاميذه وجنوده دون تمييز بينهم , وفق برنامج منسق ومنظم . وفي هذه اللقاءات والزيارات يجب الإصغاء لهم ومعرفة ما يحيط بهم من المشاكل والمخاطر والعمل على حلها .

 

ـ " قالت نملة " بصيغة التنكير , وهذا ما يجب أن يكون عليه المواطن والموظف والجندي والمسئول والقائد وهم بكل تجرد يؤدون واجبهم على أكمل وجه دون انتظار وسام ولا درجة ولا رتبة ولا شهرة , ولا يفرون جبنا أمام الخطر للنجاة بأنفسهم ولا يخذلون شعبهم ولا يخونون أمانتهم ويبذلون أرواحهم فداء لأمتهم

 

ـ على كل محلل وناشط سياسي وهو ينشر خطابا تحذيريا مأساويا أن يورد معه الحل المناسب الواقعي , فلا يكفي أن يروع الناس وينشر بينهم الخوف والفوضى دون بيان الرؤية السليمة للخروج من الأزمات . وعلى المواطن المعارض والسياسي المتربص حسن الظن في الآخرين وعدم تحميلهم كل قصور وخاصة حين تختلط أوراق التأثير وتغيب الحرية المطلقة , وليتعاون الجميع فيما يحفظ البلاد والعباد متنازلين عن بعض تشدد مواقفهم السابقة

 

ـ الراعي الايجابي في كل مستوى يعلن فخره وإعجابه بكل مجتهد مخلص يخدم مجتمعه وأهله بإتقان وتفان .

 

ـ قال تعالى : " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ "

 

ـ الراعي الإيجابي يتفقد أداء رعيته في مهامهم وموعد حضورهم وانصرافهم ومعرفة أسباب الإهمال والقصور الأب يتفقد أهله في أخلاقهم وحياتهم , القائد يتفقد جنوده في أداء واجبهم بانضباط مظهرا وجوهرا , وقس عليه كل مدير وعامل . ومع هذا التفقد يجب الحزم وتطبيق مبدأ العقاب لكل متغيب أو مخالف والتحقيق في جرمه قانونيا مع التدرج في الجزاءات وقبول الأعذار القاهرة . ولو تم ذلك لتوفر لمن يعانون البطالة وظائف جمة خالية لعدم أهلية أصحابها لها , فهم مغتربون أو رجال أعمال وتجارة , ومنهم أصحاب خليك في البيت مع توفر أعمال أخرى تدر لهم دخلا عاليا , وهم ألوف متفرغون يمتلئ بهم كشف الراتب وتتحملهم خزينة الدولة دون مهام . ففي التعليم يأتون ببديل للمدرس المتغيب مقابل ثلث راتبه فقط ! وللظروف القاهرة يقبل بذلك متحملا كل الجهد بينما يأخذ المتغيب ثلثي راتبه بكل أريحية وتفرغ مع توفر عمل أخر يزيد به دخله . وكم مثل ذلك عسكريين ورجال أمن ! وكم موظف وكم أطباء ومهندسين وغيرهم ! من يتجرأ ليطبق الإجراء اللازم لمثل هذا التسيب , ألا يوجد في القانون ما يحدد فترة الانقطاع وبعدها يتم الفصل !. متى سيتعلم صاحب كل مهمة ووظيفة تحمل مسئوليته . ما نفع رجل امن يقبض راتبا دون أن يصد عن المواطن شرا , وما نفع عسكري لا يصد عن الوطن خطرا , وما نفع موظف لا ينجز للمواطن أمرا , وما نفع حكومة لا تحقق للوطن استقرارا . وما نفع رئيس لا يجعلني أرفع راسي فخرا ! .