في هذا الزمن.. زمن التصحر السياسي والفكري والثقافي والقيمي ومهما ضاقت فيه الأحوال تظل رحمة الله هي الباقية ولا ييأس من رحمته إلا القوم الكافرون، وشاءت رحمته أن تسخر الخيرين من عباد الله لخدمة عباده، ووقفت أمام عينات من اعمال الخير منها الجهود المقدمة لصالح مرضى السرطان في عدن وجزى الله مجموعة هائل سعيد أنعم ومؤسسة نور الفريد خيراً وهناك جهود خير في مجال أمراض الفشل الكلوي في عدن وجزى الله أولاد بن محفوظ خيراً وجزى الله رجال الخير ممثلين في الهمامي وبانافع وباحلة خيراً لجهودهم الخيرة في ذات المجال في عتق محافظة شبوة.
وحتى لا نبخس الناس اشياءها هناك جهود مباركة لأهل البر والإحسان ولا ننسى ما يقدمه المهندس عبدالله بقشان لمناطق متفرقة منها مسقط رأسه “خيلة” من اعمال طيبة كشق الطرقات واعمال الري ورعاية التعليم العالي في كل من جامعتي حضرموت وعدن ومن خلال مؤسسة يحظى الطلاب المتفوقون فيها على منح الدراسة الجامعية في الداخل والخارج.
الا انني وقفت امام محطات تاريخية لأولاد بن محفوظ كانت ستعود بالخير للبلاد والعباد وكانت ستوفر فرص عمل كبيرة للشباب وغير الشباب من العاطلين وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد وكانت ستنتعش حركة النقل لاسيما الشاحنات وسيارات الأجرة وستنتعش معها حركة الميناء والمطار وما عدن إلا ميناء ومطار ومصافي الزيت.
تقدم أولاد بن محفوظ ممثلين بالشيخ محفوظ سالم بن محفوظ إلى الرئيس السابق في بداية التسعينيات رسالة حمل في مستهلها أطيب التحيات لفخامته بالأصالة عن نفسه ونيابة عن شركة بن محفوظ للطيران كما حمل خطاب النوايا الصادقة لتأسيس شركة طيران في الجمهورية اليمنية تكون بدايتها فتح مقر لها في عدن وان تأسيسها يتناغم مع القرار الجمهوري بالقانون رقم “22″ لسنة 1991م بشأن الاستثمار واحكام القرار الجمهوري بالقانون رقم “12″ لسنة 1993م بشأن قانون الطيران المدني.
تمنى الشيخ بن محفوظ على فخامة الرئيس بأن يمنحه شرف المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال شركة طيران ودفع بين يدي فخامته بعضا من الخطوط العريضة لمشروعه الاستثماري الكبير، منها ان مقر الشركة يقع في جدة بالمملكة العربية السعودية وان جميع الطائرات واسطول الطيران التابع للشركة هي مسجلة ومؤمنة وتشمل التالي:
أ- طائرتان (707).
ب- طائرتان (727).
ج- طائرة خاصة بالشحن الجوي.
د- أن من ضمن اهداف الشركة في خطتها المرصودة على المدى القريب شراء طائرات حديثة, كما سيتم تسخيرها في الخدمة لصالح خدمات الطيران في الجمهورية اليمنية.
هـ- ستلتزم الشركة بإحضار معدات وأجهزة حديثة لتشغل الرحلات الجوية وتطويرها ودعم توسيعها في اليمن.
لو قدر لمشروع شركة بن محفوظ للطيران أن يعمل في مناخ استثماري جاذب لتقدمت خدمات الطيران في البلاد عامة وعدن خاصة باعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية مع وقف التنفيذ ولرفدت الخزانة العامة للجمهورية بموارد لا يستهان بها ولانتعش الإنسان في هذه المدينة الطيبة ولانتعشت حركة التجارة التي سيسهم فيها ولا شك اصحاب رأس المال المحلي والإقليمي والأجنبي, الا ان الإدارة السياسية لم تكن متوفرة وما كان مؤخرا هو العمل على اعلان اليمن دولة فاشلة من خلال رفع وتائر الفساد والبدء في مخطط الفوضى الخلاقة وافقار البشر في المحافظات الجنوبية عامة وعدن خاصة وتدمير البيئة العامة وافساد وتدمير الشباب واتضح ذلك جليا في الأعوام اللاحقة ولو رصدنا مؤشرات التنمية في البلاد وترتيب اليمن في كافة المؤشرات في الصحة / التعليم / الشفافية / مستوى اداء الأعمال.. الخ لوجدناها تنحدر عاماً عن عام والبيانات اللازمة كلها متوفرة وشاهدة على غياب الإرادة السياسية وتكريس مناخ الفساد والاستبداد، وتمثل ذلك في افلاس (اليمنية) وضياع مقدرات طيران (اليمدا) المملوكة بالكامل للدولة والتي كانت ترفد الموازنة العامة في الجنوب بل وما بعد الوحدة.
اما الضربة الثانية التي تلقاها اولاد بن محفوظ ممثلة بالشيخ خالد بن محفوظ فالبيانات المشفوعة بالإحصائيات فكلها متوفرة سواء في ادارة المنطقة الحرة بعدن وان حجبها القانون فإنها متوفرة لدى الأخ العزيز المهندس / عدنان محمد عمر الكاف, مدير مكتب استثمارات مجموعة الشيخ خالد بن محفوظ والذي شغل منصب مدير عام شركة يمنفيستyemeny vest التي فازت في المنافسة على ادارة المنطقة الحرة مع شركة بريطانية وادارت يمنفست المنطقة الحرة بكفاءة واقتدار, حيث ارتفعت وتائر العمل من خلال عدد الحاويات التي تم التعامل معها بدءا من عام 1999م ثم جاءت بعد ذلك حادثتا المدمرة الأمريكية كول وناقلة النفط الفرنسية ليمبرج في حضرموت وما تبع ذلك من ارتفاع رسوم التأمين والتعامل غير المسؤول للسلطة من جهة والنافذين من جهة أخرى وتفاصيل كل ذلك اوردها المهندس عدنان الكاف من عدة صحف منها (الوطني) في عددها الصادر في 3 يوليو 2008.
يلاحظ من خلال ما تقدم ان اولاد بن محفوظ اخفقوا مع عصاة العباد ولكنهم افلحوا مع رب العباد من خلال مشاريع خيرية عديدة منها مركز طيبة (للغسيل الكلوي) الكائن بمستشفى الجمهورية التعليمي بخورمكسر ووفر هذا المركز مئات الألاف من الدولارات من كان لوزارة الصحة العامة والسكان ان تواجه هذه النفقات لان ميزانية الصحة العامة تعيسة جدا عند مقارنتها بميزانية وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وموازنة اجهزة المخابرات وميزانية شؤون القبائل, ناهيكم عن عشرات المليارات الضائعة في بنود وهمية.
علينا أن ننور ونشعر هذا المواطن البائس بالحقائق حتى تضع خطا فاصلا بين الفاسدين والصالحين وحتى يعرف إلى اين هو متجه أو تتجه به رياح هذا النظام الفاسد الذي غابت عنه ابرز حلقة في حياة المسلم وهي “تقوى الله”.
.