النعجة دولي وادعاء تمثيل الجنوب

2014-02-18 15:15

 

اليمنيون متميزون دائما بأعمالهم الخارقة والخارجة عن المألوف وإبداعاتهم التي تذهل العالم أحيانا وأحيانا تصيبه بالجنون،فلا مستحيل أمامهم ولا غريب عليهم قول أو فعل أي شيء .

فمن عجائب اليمنيين أنهم ينسبون لأنفسهم كل فعل عظيم ،وأي قائد أو رمز أو نجم هو منهم وأليهم ومن مزاياهم أنهم كثيرو الاستحواذ والشعبطة بأي شيء إلى حد اللامعقول حتى أن أحدهم أدعى قبل أعوام تلت ادعائهم لملكية الجنوب انه يملك كوكب المريخ ولا نعلم كيف وصل إليه أو كيف سيصل إليه إذا ما حكمت المحكمة لصالحه طالما وهو لا يستطيع الوصول إلى أبسط قرى اليمن الجبلية التي تفتقر إلى الطريق المعبد.

 

آخر تقليعات اليمنيين ،هي تقليعة علمية قد تبدو بعيدة عن فكرة التملك والاستحواذ لكنها تلتقي معها في النتائج ، وهي استثمارهم لفكرة الاستنساخ ،بل أنهم تجاوزوا غاية وأهداف علماء الأحياء من هذه الفكرة من كونها فكرة علمية صرفة تهدف إلى خدمة البشرية إلى تحويلها إلى وسيلة سياسية سهلة الاستخدام عند الحاجة وعندما يتطلب الأمر انجاز مهمة سياسية ما أو الوصول إلى هدف معين.

 

وللأمانة العلمية يجب القول أن اليمنيين ربما سبقوا فكرة الاستنساخ التي دشنت باستنساخ النعجة دولي قبل سنوات قليلة ،باستنساخ أحزاب وصحف لتحل محل أحزاب وصحف أخرى ، كما استنسخوا أشخاصا ليحلوا محل آخرين من بينهم موتى في الدورات الانتخابية المتعددة التي مرت بها اليمن وهي كثيرة.

 

أما أدهى وأمر تجارب الاستنساخ اليمنية فقد تجلت في استنساخ عدد هائل من النعاج الجنوبية لتلعب دور ممثلي الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار ولتتحدث أمام العالم وإمام الإعلام باسم الشارع الثائر وتسمية ذاتها بمسميات تشبه تماما مسميات المكونات الجنوبية حتى أن العالم بات مصدقا على أن الوجوه المستنسخة التي تحاور في موفنبيك نهارا وتتسول في مكاتب ووزارات الحكومة ولدى مختلف الفرقاء السياسيين في صنعاء هي ممثل حقيقي للشارع الجنوبي ولقضيته العادلة حتى ان بعض السياسيين العرب والأجانب ومن خلال لقاءاتهم المتكررة مع تلك الوجوه المستنسخة بدءوا يأخذون انطباعا سلبيا عن الجنوب والجنوبيين وعن حراكهم وثورتهم طالما كان أولئك هم رموزها وممثليها.

 

ونجح الساسة اليمنيون من ذوي الخبرة والدراية الكبيرة في الاستنساخ في استنساخ نعاج مطيعة أجادت الدور الذي أنيط بها ، حيث ظل عدد منها ومنذ اليوم الأول لمؤتمر الحوار تتنطط في الفضاء حتى تتكشف عورتها وهي مصرة على أنها ليست نعجة مستنسخة كما يدعي البعض بل هي ليث غضنفر يدافع وسيدافع باستماتة عن حمى عرينه ، حتى حانت لحظة الحقيقة فلم تستطع هذه النعاج سوى ان تحرك ذيلها وتبصم على ما أراده منها مستنسخوها من تنفيذ مؤامرة خبيثة استهدفت هوية وتاريخ شعبها وانجازات ثورته.

 

اليوم وبعد أن انتهت حفلة الزار يبدو أن النعاج الجنوبية المستنسخة ومن استنسخها أمام امتحان تنفيذ ما وقعت عليه من التزامات واستلمت ثمنه وإزاء ذلك فعلى هذه النعاج إما أن تثبت جدارتها التي ادعتها أمام العالم في تمثيل الشارع الجنوبي الذي لا يعترف بها ،أو أن تعترف أنها ليست سوى من فصيل النعجة دولي وان لا حول لها ولا قوة سوى أن تأكل وتحرك ذيلها بحسب أوامر رعاتها ومستنسخيها.