مهرجان الجنادرية بالرياض .. يشرح الاسلام السياسي

2014-02-16 19:25
مهرجان الجنادرية بالرياض .. يشرح الاسلام السياسي
شبوة برس - متابعات الرياض

 

 

عُقدت ضمن مهرجان الجنادرية الثقافي ندوات عن الإسلام السياسي، كانت هذا العام ساخنة، أثير فيها الجدل حول تسمية الإسلام السياسي، والحركات الإسلامية، وكانت بين رأيين: رأي لا يريد لهذه الجماعات أن تحسب على الإسلام، وأن تسميتها بالإسلام يعطيها شرعيتها، وهذا الرأي أتى به المتدينين غير المسيسين، وجلهم كان من السلفيين وغيرهم، الذين لا يرون في الدين الحزبية والفئوية السياسية، مع اعتقادهم بأن الإسلام دين دنيا وآخرة، هذا من جانب ومن جانب آخر هناك من الإسلاميين من يعتقد أن الإسلام دين وسياسة، وأن هذه التسمية تروم إلى تجزئة الإسلام.

 

فاعتقدوا، أو هكذا يريدون، أن تسمية الإسلام السياسي أتت من الغرب، لا علاقة لها بالمنطقة، وهذا الرأي يحاول تغريب القائلين بهذه التسمية، لكن في حقيقة الأمر أن الذي أفصح بها هو شيخ من شيوخ السلفية، وأستاذ مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا الشيخ محمد رشيد رضا، وقيل أنها طرحت عند لقاء مفتي القدس الشيخ محمد أمين الحسيني مع مستشار ألمانيا الشهير هتلر.

 

جرى الحديث من قِبل أحد شيوخ السلفية، من غير المسيسين، مؤكدا على غرابة الحزبية عن الفكر السلفي، على أن الإسلام واحد لا يتجزأ، وما هذه الأحزاب والجماعات إلا متجاوزة على الثوابت، وأن طاعة ولي الامر، وهو الحاكم الشرعي، واجبة.

 

شُرح في الندوة الإسلام السياسي الشيعي، وكان العراق حاضراً، على أن هذا المصطلح أيضاً يُعد جديداً، ولم يُذاع إلا بعد تسلم قوى هذا الإسلام للسلطة في العراق، وهو ينقسم إلى قسمين عقائدي وغير عقائدي، فيعد حزب الدعوة ممثلاً للعقائدي، وهو بوصف أدق هو إخوان الشيعة، أما الأحزاب الأخرى فتعد تجمعات خالية من العقائدية، بمعنى أنها لم تربي كوادرها على كتب الحاكمية، ككتب أبي الأعلى المودودي وسيد قطب، وعلى وجه الخصوص "معالم في الطريق".

 

طُرح أن الإسلام السياسي واحد، الشيعي منه والسني، وذلك أن الحاكمية عند الإسلام السياسي السني هي نفسها عند الإسلام السياسي الشيعي، مع اختلاف التعبير والشكل، هناك حاكمية الله يمثلها شخص مختار، لكنه يحكم باسم الله ويطبق شرع الله، وهنا ولاية الفقيه، وهو نائب الإمام المهدي المنتظر والأخير ممثلا، عبر سلسلة من الأئمة، لله فهو يحكم بحكم الله.

 

كذلك طرح في الندوة الإسلام السياسي الأردني، وكيف تكون، وماهو موقف الإخوان المسلمين الأدرنيين، بعد ما حدث بمصر من إزاحة الإخوان من السلطة، وإذا كان لدى الإخوان الأردنيين نزعة الوصول إلى السلطة، فأن السلفيين كانوا على خلاف ذلك. هناك من طرح أراء الغربيين في الإسلام السياسي، ومتى بدأت، مستشهداً بمقولاتهم، على أن هذا الاهتمام جاء متأخراً، وكأنه يريد القول أن الغربيين أخذوا يهتمون بهذا الإسلام لغرض سياسي، ويعود إليهم تقسيم الإسلام إلى سياسي وغير سياسي، متناسياً أن دراسات غربية ظهرت في السبعينيات، من القرن الماذي، إن لم يكن أقدم من هذا، مثل الاهتمام بظاهرة وجود الإخوان المسلمين في الأربعينيات والخمسينيات.

 

كانت الندوة ساخنة في الحوارات، فعدد من الحاضرين والحاضرات طرح أسئلة، تخص السلفية وكيف أن علماء الدين، يحاولون، بشكل من الأشكال، عزل الذين يفكرون خلاف السائد، وأن فتاوى التكفير كثرت ضد كُتاب ونشطاء في الثقافة، وان العصر قد تبدل ولابد من التبدل. طُرحت أسئلة عن الدور الإيراني في المنطقة، وصلاته بالإسلام الشيعي العراقي، وان إيران صاحبة مشروع بينما تفتقد الدول العربية لمشروع أو رؤية واضحة.

 

تعدى الجدل إلى الإسلام السياسي الشيعي العراقي والإسلام السياسي الشيعي الإيراني، وكان الذي طرح هذا الرأي أحد الأهوازيين الحاضرين، على أن الإسلام السياسي الإيراني صفوي، وجاء التوضيح من المحاضر، الذي تحدث عن الإسلام السياسي الشيعي العراقي، بأن هذا الأمر لا يخص الإسلام السياسي إنما يخص الفكر الشيعي بعمومه، وأن أول من طرح هذا الأمر هو علي شريعتي في كتابه، أو مجموعة مقالاته: "التشيع العلوي والتشيع الصفوي". على أن الصفويين، وهم أتراك من أهل السنة وصفيون في الأصل، ولغرض تأسيس دولة مضادة للدولة العثمانية اتخذوا المذهب الشيعي، وأن العلماء الفاعلين في هذا التأسيس المذهبي كانوا عرب من لبنان.

 

ومع المشادات الكلامية، ذات المنحى الطائفي ضمن ما يسود المنطقة من مواجهات وما يحدث على وجه الخصوص في سوريا وأنبار العراق، إلا أن الندوات كانت مفتوحة غير مقيدة، مع نزعات العديد من الحاضرين نحو المنطق الطائفي المتشدد. هذا ومازالت الندوات في الإسلام السياسي مستمرة، وتحت عنوان "حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية" مع عناوين فرعية مختلفة.

 

 * ميدل ايست أونلاين