رحم الله الإمام يحيى .. رحم الله الشيخ سالم شماخ!

2014-02-16 17:59

 

 

في هذا الزمن.. زمن مليارديرات حاشد وسنحان.. زمن ابراج وعقارات فخمة في دبي لحيتان حاشد وسنحان.. زمن الكورس الجنوبية الذين يمررون كل شيء وأي شيء على حساب الجنوب زمن ازهاق الارواح بلا حدود وبلا سبب.. زمن الدراجات النارية والانفجارات والتفخيخات.. زمن تكبيل شاب في المعلا وإلصاق قنبلة صوتية به وتفجيرها معه بالقرب من شرطة المعلا بعدن.. زمن ضرب الابراج الكهربائية والانابيب النفطية.. زمن الكوتات النفطية للجنوب ومعه مأرب.. وكل هذا وذاك تنفذه عناصر ارتزاق تعمل لحساب حيتان حاشد وفرعها السنحاني الذي لم يكن شيئا مذكوراً قبل 17 يوليو 1978م.

 

في هذا الزمن.. زمن حاشد التي تتشكل في صور شتى حيتان شركات.. وحينا مصارف وحينا شركة اتصالات وحينا احزاباً ومنظمات وجمعيات بمناشط شتى.. يسألونك ايها الجنوبي عن المؤتمر والإصلاح فقل: هما وجهان لعملة واحدة هي حاشد, أي ان كل من هو مع المؤتمر أو الاصلاح فهو ليس من التابعين وحاشاهم الله (أي التابعين) من هؤلاء التبعيين واذا انكر المؤتمري أو الاصلاحي من انه ليس من التبعيين فاسأله: ما هي مواردك الشهرية ومصدرها؟ وما هي حيازاتك العقارية والتجارية؟ وكم سيارة معك ومع اولادك ومع نسائك ان كن من السائقات؟.

 

ستجد يا عزيزي الجنوبي في الإجابات إن صحت كل عجيبة وغريبة مقارنة بما ملكه هذا التبعي قبل 7 يوليو 1994م العفن الذكر وأمام هذا العفونة التي زكمتنا.. وامام هذه المهازل التي نراها هذه الأيام في سياق السيناريو والأدوار التي يلعبها افراد من الشمال ومن الجنوب والمقصود بها الضحك على ذقون أهل الجنوب.. أهل القضية.. أهل الثروة.. أهل الهوية.. وأهل الجنوب لا صلة لهم ولا علاقة بما تسمى ثورة 11 فبراير 2011م لأنها لعبة شمالية.. اما الجنوب فقد أعلن شعبه عن التسامح والتصالح في 13 يناير 2006م التي اغاظت واقلقت العرش الحاشدي والسنحاني وقامت حركة اعتقالات واسعة في عدن لناشطي ذلك الإعلان، وقاموا بإغلاق جمعية ردفان الخيرية والاجتماعية وسخروا ابواقا من ردفان تدين هذه الجمعية ودخلوا بعد ذلك مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.

 

في هذا الزمن وجدت ان من اللائق أن اميط اللثام عن الوجوه القبيحة التي سلطت ولا تزال تسلط على رقاب الناس في مستعمرات تعز وإب والحديدة والبيضاء وريمة وارادت ان تسلط على رقاب الناس في الجنوب المحتل بواسطة جنوبيين يقفون على ارض رخوة.

 

غادر الشيخ شماخ (والد الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المرموقة: أبوبكر ومحفوظ وأحمد ومعروف) إلى الحديدة عام 1947م (أي قبل 67 عاماً) لشراء أرض هناك لاستثمارها زراعيا، فقال له عامل الامام (أي نائبه) هناك: "لا يمكن لغريب أن يشتري أرضاً عندنا.. فاشتبك معه الشيخ شماخ الذي كان مقارعاً (أو بالعدني الفصيح "علاجي") ورفع الشيخ شماخ برقية إلى جلالة الأمام يحيى وابلغه فيها اذا كان النصارى الإنجليز لا يقولون لنا في عدن بأننا غرباء فما بال جلالتكم ونحن في ارض امير المؤمنين؟ رد جلالته على برقية شماخ: إن قال العامل ذلك فقد كفر؟!. عرض شماخ على عامل الإمام البرقية الجوابية التي وصلته.. فاسرع العامل بإنجاز كل الإجراءات في زمن قياسي وتوجه فور ذلك إلى القاضي المحبشي, قاضي الحديدة وطلب منه أن يجدد اسلامه فاستغرب القاضي المحبشي من هذا الطلب وحثه على الكف عن هذا الطلب لأنه مسلم، فألح عامل الإمام على تنفيذ الطلب بتجديد اسلامه على يدي القاضي المحبشي الذي استجاب لطلبه.

 

بعث القاضي المحبشي ببرقية إلى جلالة الامام يحيى ابلغه فيها بأنه قام بتجديد اسلام عامله في الحديدة ولا يدري السبب.. رد الامام يحيى على القاضي المحبشي: أن وقد جدد عاملنا في الحديدة اسلامه فقد عصم دمه مني.. أي أن الإمام يحيى كان سيسفك دم عامله في الحديدة لأنه قد كفر.

 

رحم الله الامام يحيى.. رحم الله الشيخ سالم شماخ.. والرحمة واجبة هنا لأنهما مسلمان ولأننا في زمن انتفى فيه الإسلام من الحكام والمعاونين والمأجورين من الملتحين وغير الملتحين الذين كفروا شعب الجنوب ليس لإرضاء الله وانما لإرضاء الحاكم لأنهم في طبون الحاكم على انه صاحب الأسماء الحسنى، والا لما قالوا له: لك لا ما شاءت الاقدار .. فاحكم فأنت الواحد القهار!.

 

الرعية لا تجد ولا تسمع القدوة الحسنة والكلام النافع الذي يعصمها من الانزلاق إلى مهاوي الإثم والرذيلة والكلام المسموع اليوم من الفعلاني والفيعلي والافعوعلي والفعاعيلي والفاعل والمفعول لأجله، أي لأجل الحاكم (ولا بأس أن يكون مفعولا به). ولذلك أفسدوا الناس والله يقول "انتشر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس" ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

 

هذا هو يحيى هذا هو شماخ، ولا نامت عين للقذرين!.

 

* عن الملعب