مرة أخرى أود الحديث عن "الهبة الشعبية" في حضرموت التي لم يتبقى لها سوى 3 أيام والتي وللأسف الشديد لم يتم الاستعداد لها بالشكل المطلوب وكان كل ما نسمعه عنها هو أنها "هبة" لكن كيف ستنفذ ؟وماهي طريقة تنفيذها ؟ومن أين ستبدأ؟ والى أين ستنتهي ؟ كل شيء من هذه الأشياء لاوجود له؟ .
القائمون على هذه الهبة يتحدثون بنفس واحد وهو "حضرموت" ولا شيء سوى حضرموت ورغم انه من حق إي شخص ان يتحدث عن منطقته وان ينتصر لها وللقضية التي يحملها ولكن مايحدث اليوم من دعوات للهبة الشعبية في حضرموت ومن يقوم عليها نجد أنهم يحاولون بقدر الإمكان عزل محافظات الجنوب الأخرى عن الأمر وهذا هو الخطأ الاستراتيجي الذي يرتكبونه بكل بشاعة.
انتهاج هذه السياسية أمر بالغ الخطورة ومن شأنه ان يفشل هذه "الهبة الشعبية" ويصيبها في مقتل ، بوضوح وجلاء نشاهد ان المهرة التي تحد حضرموت من الشرق مغيبة عن هذه الهبة وشبوة التي تعتبر حصن دفاعي يمكن له ان يحمي حضرموت من الجهة الغربية مغيبة أيضا وكل المحافظات الجنوبية الأخرى، رغم اصرار البعض الادعاء بأنها جميعا حاضرة .
دعونا نتكاشف قليلا ولو لمرة واحدة ولنتحدث بشفافية مطلقة بهذا الخصوص ونضع عدد من التساؤلات التي اعدها "بريئة" ومنها ماهو مقدار التنسيق القائم بين قبائل شبوة وحضرموت بخصوص الهبة الشعبية؟ وماهو مقدار التنسيق القائم بين قبائل حضرموت والمهرة؟ واختار هاتين المحافظتين لقربهما الجغرافي من "حضرموت" .
ان أردتم الإجابة إعلاميا فالأمور فل الفل وان أردتموها واقعا فهي "صفر من الشمال"، هذه حقيقة لايمكن إنكارها أو تجاهلها والسبب ان القائمين على شئون هذه الهبة يريدون لها ان تكون شأنا "حضرميا" خالصا وهذا من حقهم ولا يمكن لأي احد إنكار ذلك عليهم ولكنهم يذبحون هذه القضية من حيث لا يعلمون! .
ان قدم احدهم إلى الرئيس اليمني نموذجان لما سيحدث في الجنوب يوم الـ 20 من ديسمبر وقال له ان النموذج الأول هو ان كافة التيارات والقبائل في الجنوب اتفقت ونسقت ورتبت على هبة مشتركة في يوم واحد وان هنالك نموذج أخر هو ان تهب حضرموت ورجالها لوحدهم في يوم واحد ودون تنسيق مع إي احد لاختار النموذج الثاني بلا تردد ولوضع كل إمكانياته لأجل ان يتم تطبيق هذا السيناريو.
ما سيحدث يوم الـ 20 يذكرني بقصة "الثور الأبيض" حينما أكل وأكلت بعده الثيران جميعها وأخاف ان تكون "حضرموت" اليوم ثور الجنوب الذي يتم الإعداد لذبحه لأنه وبكل بساطة ان خرجت الناس في هبة شعبية بحضرموت وتمكن النظام من القضاء على هذه الهبة فانه سيتفرد بكل محافظة على حدة لاحقا ولن تقوم للجنوب قائمة لسنوات طويلة وسنظل نندب حظنا ونلعن قدرنا .
أقول ما أقول أعلاه ليس تقليلا في شأن حضرموت وابنائها ففيها من الرجال الأشداء الكثير ولكن لا ننسى ان الناس يوم الـ 20 ستكون في مواجهة دولة وجيش ومندسين وجماعات مسلحة وستحرك صنعاء قاعدتها صوب مدن حضرموت ، وكان يجب ان تثور الناس في حضرموت وهي مدركة كل الادراك ان هنالك محافظات أخرى تسندها وتقف إلى جانبها وتحميها وتتصدى لكل من يحاول الاضرار بها لا محافظات عزلت وغيبت .
مشاركتي هذه مريرة بعض الشيء ولكنها الحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها وهو يركض دونما دراية إلى الأمام ..
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد