لست هنا مدافعا عن عرفات الخاطف أو العاشق .. كما لست مع هذه الهدى – العاشقة أو المجرمة ، بحسب أعرافنا العربية وتقاليدنا القبلية على طرفي الحدود ، التي قطعتها هربا أو هربت معه عبرها دون المرور على حواجز الجمارك أو مكاتب الجوازات في الطوال-السعودية ، لتسلم نفسها إلي موظفي الجوازات والأمن في حرض – اليمنية .. بحسب الروايات التي لا ازكي أي منها كما لا اقبل تلك الإثارة الإعلامية التي أثيرت حول قضية ارتكبت خلالها مجموعة من الجنايات التي يحاكم عليها طرفي القضية ( عرفات و هدى ) بحسب الشريعة و القوانين السارية في البلدين .. ومنها جرم عبور الحدود بطرق غير مشروعة فضلا عن الأعراف و التقاليد الاجتماعية التي لم تلغها ولا غيرتها هذه الحدود وان علينا احترامها ومحاكمة من يعيرها خارج معابرها الرسمية .. وهذا كما يبدوا تجاهله النائب العام و لم يحاكم عليه عارف ولا هدى التي ذهب بها محاميها إلي ابعد من ذلك أللجو إلي مكتب شئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة .
■ نعم لست مع كل ذلك وأيضا لست مع الأخ على موسى آل طاير في بعض ما حمله مقالة من انفعال وتعالي وكان هدى ليست من مجتمع غير مختلف في تقاليده و أعرافة ، بل ويتمتع بدرجات إيمانية لا يستطيع اختراقها ذلك القادم عبر تلك الحدود ألا بوسائل السحر ـ الأسود أو بسحر معسول الكلام .. هذا الاستعلاء و أن حاول تغطية ذلك بجمل مثل :كان حريا بك كباقي أبناء جلدتك الشرفاء في بلادهم الثانية المملكة العربية السعودية، أن تبقى بكرامة وان لا تدنس سمعة بناته سواء بالسحر الحقيقي أو بسحر الكلام و الإغواء (...) إلي أخر ما في تلك الفقرة التي أشعرتني إني مختلف في جلدتي و أرومتي عن أخي على الطاير .. الذي لم يراعي أن سمعة بني جلدتي لا يمثلها هذا الجاهل المسمى "عارف " كما أن حرائر السعودية لا تمثلها هذه الضالة "هدى " وكنت أتمنى أن لا يسهم الأستاذ : الطاير في تحويل مثل هذه القضية _ الجنائية إلي تصنيف عنصري على هذا التحوا لرسم حدود اجتماعية في مجتمع قبلي بل وعرقي واحد لم تلغي ولن تلغي أعرافة وتقاليده الحدود السياسية .. فهي بنت قبيلة معروفة و هو قد يكون من قبيلة معروفة - ولكن لم يعد الموضوع في إطاره القبلي بل وتجاوز ذلك إلي التسييس ومن قبل قوي لا تتمني إلا المزيد من التشققات في العلاقات السعودية – اليمنية !!
■■ تلك المواقع الإعلامية .. التي تولت تناول هذه القضية و سيستها تدرك ما تعمل ونعرف دوافعها و أسبابها الإيديولوجية ـ الاسلاموية ببعديها الاخوانية و الخمينئية .. وهي بكل تأكيد لا تمثل المجتمع اليمني الذي يعيش مرحلة صعبة أسهمت ذات المواقع في تشظيه كما عملت قوى محلية وأخرى خارجية على بعثرته مناطقيا فاتحة الطرق و الممرات امام تمزيقه لأهداف عابرة للحدود .. أيضا وهذا ما افترض أن الأخ الطاير يدركه .. كما أدركته الصحافة السعودية ولم تجاري الصحف والمواقع المعبرة عن أدوارها في اليمن .. لا عن اليمن المجتمع المدني أو القبلي المستهجن لمثل هذه القضية و الحاصلة في كل المجتمعات .. ورغم ذلك نقول للاخ علي بن موسي الطاير : عارف ارتكب جرم وهو من اليمن وليس من التبت ..يا على .
لذلك المطلوب من النخب في البلدين أن تدرك خطورة تسييس هذا الموضوع .. و يجب أن يحاكم طرفي القضية قانونا أو عرفا حتي ولو عن طريق لجنه من الجهتين الرسمية أو الاجتماعية .. على أن تمنع الحكومة اليمنية تمكين هدى من اللجوء إلي شئون اللاجئين حتي نحافظ على أخر ما تبقى لنا من سيادة أضحت مستباحة داخليا ومنتهكة خارجيا في الوقت الذي نشيد فيه بتصرفات بن عمر وبالانجازات التي تحققت في الحوار وحققتها حكومة ... الوفاق !!