الوحدة أكبر أضحوكة سلم فيها السياسيون من قيادات الصف الأول في الجنوب البلاد والعباد دون اي ضمانات لأيادي حفنة من اللصوص والنصابين والجلادين .
ومنذ عام 94 والجنوبيون يرتدون عباءة سوداء .. ندماً وحزناً على وطن أُستبيح ، وهوية بُددت .. وانسان هُمش وقُمع تحت سطوة وجنازير وفتاوي قوى النهب والفيد .
تاريخ يحكي عن تصرف طائش أدى الى ضياع وطن وشعب وسيادة وهوية .. انه تاريخ مدون في السجلات والذاكرة الجنوبية .. والأمم كلها تدون تاريخها بخيره وشره .. لا نقصد المحاسبة .. ولسنا بصدد الحديث عن محاسبة احد .. اقتداءً بالرسول صل الله عليه وسلم لأهل مكة الذين كفروا بالله وأخرجوه منها وحاولوا قتله وآذوه وآذوا أصحابه واعتقدوا انه سوف يقتص منهم ويقتلهم او يصلبهم ويعذبهم ، ولكن الكريم لا يفعل إلا ما يليق حين قال لهم : "اذهبوا فأنتم الطلقاء ، لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لى ولكم" ... ولاننا ندرك ايضاً انه ليس وقت الحساب والعقاب ، الحساب ليس في صالح الوطن وثورته الجنوبية العادله ..
فـ لكل من اضاع الوطن سوى بقصد او بحسن نيه الشكر والتقدير .. وليس بيني وبين احداً منهم أي عداء سياسي .. ولكن من الواجب علي ان اقول لهم وبصراحة مطلقة :
= ان الجنوب وقضيته يمر بمنعطف حاسم وخطير .. منعطف تكالبت فيه قوى النهب والفيد والجريمة من كل حدب وصوب .. والقضية الجنوبية لم تعد تحتمل اي تجاذبات او تسويف .. مما يضعكم جميعاً امام مسؤوليتكم التاريخية في مراجعة الذات ، وإخراج شعب الجنوب من هذه الوحدة الوّحل .. والانتصار للقضية الجنوبية العادلة .. لا نريد منكم خطابات رنانة ولا تصريحات طنانة مّل منها الشعب .. وإنما نريد منكم وقائع وافعال ميدانية خلاقة ، تجسد مبادئ وقيم التسامح والتصالح بقلوب مخلصة ونفوس صادقة نقية ، ومغادرة كل الماضي بأيجابياته وسلبياته ورص الصفوف في مواجهة العدو المشترك بالقول والفعل ما دام التحرير والاستقلال هدفاً معلناً لكم جميعاً.
= ان التاريخ لا يرحم العابثين بقضايا شعوبهم .. فكونوا مع شعبكم الذي تجاوز عن أخطائكم ... شعبكم الذي ضرب أروع الأمثلة في التلاحم الوطني والثبات والصمود في وجه الاحتلال ومواجهة مختلف الضغوطات ، وقدم كل التضحيات من أجل دحر الاحتلال الغاشم من ارض الجنوب الطاهرة ... احترموا شهداء الوطن الأبرار الذين قدموا دماءهم رخيصةً في سبيل عزة ومجد وصمود وانتصار الوطن ... قدروا أنات الجرحى والمعاقين والآم الاسرى والمعتقلين ... اعتبروا انفسكم مجرد أفراد في خدمة الوطن وليس قيادات ، حول القيادة والزعامة متنازعين وعن هدف وخيارات الشعب غافلين ... لا تجعلوا من مأساة شعبكم سلعة إعلامية تلوكها الألسن بوحشيةٍ يقفُ الخيال أمامها مُتضائلا وتمُجّها الأذواقُ .. لا تجعلوا من توافقكم وتوافق الجنوبيين محط اخذ ورد وشد وجذب على ألسنة الخاصة والعامة ... لا تخيبوا رجاء الشعب فيكم ... ولا تجعلوا من خلافكم العقيم سبب لتأخير وحدة الصف الجنوبي وانتصار الثورة ... تخلصوا من السلوك السياسي المنحرف الذي يغلب عليه التعنت والعجرفة والسلبية المقيتة .. لا تعطوا للمحتل فرصة لتحقيق مبتغاه حتى لاتخسرون انفسكم ويخسر الوطن ..
= ان من أعماق الظلام واليأس يولد دائماً شعاع النور والأمل
كونوا شجعان واجعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، وأعلنوها مدويةً صريحةً واخرسوا كل الألسن واُرسموا في الأفق ابتسامة واصدروا بيان موحداً لتوافقكم ... أرسموا على الأرض بخطوط حادة موعد لقائكم جميعاً على طاولة واحدة كأستحقاق متفق عليه ... توحدوا في قيادة جنوبية واحدة وحامل سياسي واحد قوي وقادر على مخاطبة العالم وبناء دولة تحافظ على الأمن والاستقرار في المنطقه نظراً لموقعها الاستراتيجي الهام .. احيـوا روح الأمل وهيئوا شعبكم لأستلام دولته التي لا تقدر بثمن
لازال هناك متسع من الوقت لمراجعة انفسكم وضمائركم قبل فوات الاوان
قبل ان يأتي يوماً يحاسبكم في الشعب .. وتجدون أنفسكم خارج التاريخ بلا وطـن .
* شفـــاء الناصر
22 \ 10 \ 2013