لا مكان للعواطف: إعلان دولة غير مكتملة الشروط هدية مجانية لأعداء الجنوب

2025-12-23 21:56
لا مكان للعواطف: إعلان دولة غير مكتملة الشروط هدية مجانية لأعداء الجنوب
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – رصد ومتابعة

في خضم الأصوات المتعجلة المطالبة بإعلان دولة الجنوب الفيدرالية، رصد محرر شبوة برس حالة من الخلط الخطير بين الحلم المشروع، وبين القفز غير المسؤول على شروط بناء الدول، وهو خلط لا يخدم قضية الجنوب بقدر ما يفتحها على مخاطر سياسية وقانونية جسيمة.

 

وبالاستناد إلى طرح قانوني رصين لأستاذ في القانون الدولي بجامعة الملك محمد الخامس بالمغرب للدكتور توفيق جزوليت نشره "شبوة برس"، يتضح أن الإعلان المتسرع عن الدولة، دون اكتمال مقوماتها السياسية والمؤسسية والاقتصادية والأمنية، لا يُعد انتصارًا، بل مقامرة قد تتحول إلى عبء ثقيل على شعب الجنوب وقضيته العادلة.

 

ويؤكد الطرح القانوني أن الدولة لا تُصنع بالعاطفة ولا تُعلن بردة فعل، بل هي نتيجة مسار طويل من الإعداد الداخلي، وبناء المؤسسات، وتحقيق التوافق الوطني، وحشد القبول الإقليمي والاعتراف الدولي. أما إعلان دولة بلا جاهزية، فهو مجرد حدث رمزي سرعان ما يصطدم بميزان القوى وبالواقع الدولي، لينقلب من خطوة تحرر إلى مصدر عزلة وضغط.

 

وترى شبوة برس أن كثيرًا من المتحمسين لهذا الطرح تحركهم نوايا عاطفية متعجلة، لا تدرك تعقيدات بناء الدول في النظام الدولي الحديث، لكن الأخطر هو وجود أقلية خبيثة، تسوّق لفكرة الإعلان غير المدروس بهدف توريط المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب في مواجهة سياسية وقانونية خاسرة، تُشبع رغبات أعداء الجنوب، وتخدم مشاريعهم في إفشال مسار استعادة الدولة.

 

ويحذّر الطرح القانوني من أن إعلان دولة دون اعتراف دولي فعلي يعني عمليًا دخول حالة عزلة، وعدم القدرة على الانضمام إلى المنظمات الدولية، أو ممارسة السيادة الكاملة، وهو ما شهدته تجارب عديدة حول العالم، انتهت إما بدول معزولة، أو نزاعات مزمنة، أو انهيارات سياسية مكلفة.

 

وتؤكد شبوة برس أن حق الجنوب في استعادة دولته حق ثابت وغير قابل للمساومة، لكنه حق يحتاج إلى حماية من العبث، لا إلى شعارات متسرعة. فالقضية العادلة لا تُقاس بسرعة الإعلان عنها، بل بقدرتها على الصمود، وتحقيق مصالح شعبها، وتجنب الوقوع في فخاخ مدروسة ينصبها الخصوم عبر أدوات محلية مسترزقة.

 

كما أن تجاهل مواقف دول الجوار والبيئة الإقليمية والدولية في أي خطوة مصيرية كهذه، يُعد خطأً استراتيجيًا، لأن هذه الأطراف تنظر إلى إعلان الدول الجديدة من زاوية الأمن والاستقرار، وليس من زاوية العاطفة أو الشعارات.

 

وتختم شبوة برس بالتأكيد على أن إعلان الدولة ليس نقطة البداية، بل تتويج لمسار طويل من البناء السياسي والمؤسسي، وكل استعجال في هذه المرحلة لا يخدم الجنوب، بل يمنح خصومه ما عجزوا عن تحقيقه عبر المواجهة المباشرة.

 

شبوة برس – رصد ومتابعة