عشر سنوات من "لا دولة… لا حرب… لا سلام" خلّفت في الجنوب المحرر "لا خدمات… لا مرتبات… وأزمات متتالية".
وفي ردة فعله على إخراج المنطقة العسكرية الأولى، أصدر رئيس الوزراء العليمي قرارًا بقطع الرواتب، متبعًا نفس الأسلوب الذي اعتمدوه منذ تحرير الجنوب، لكن هذه المرة كان صريحًا ورسمياً.
العدمية أرهقت العالم، فالحرب عندهم "ليست مناجزة خصم بل رزق من الله"، ويرتهن الجنوب لأرضه ويستنزف طموحاته، بينما هم "يترزقون" ويريدون أن يمسك العالم والإقليم بالجنوب حتى يحرر لهم صنعاء.
هذا الزيف والعدمية يرفضها الجنوبيون، ويصرون على أن يكون لهم دولة ومستقبل. ومتى ما تحرر اليمنيون من هذه العدمية، سيجدون الجنوبيين نصيرًا لهم في محاربة الحوثي.
بقاء "لا دولة" هو تجاهل متعمد لحق الجنوب في استعادة سيادته، وإبقاؤه في حالة عدمية لإجباره على الذّعن، لكن بعد نضال طويل وتضحيات جسام، لن يقبل الجنوبيون أن يكونوا رهينة لصفقات لا تمثلهم.
في حين يظل "لا حرب" شعارًا فارغًا، يستمر الحوثي في احتلال معظم أراضي الجنوب، والمعاناة تتفاقم فيما يُسمّى حرب الخدمات. غير أن حضرموت والمهرة، التي لو لم يكن غالب أهلها داعمين لمشروع الجنوب، لما تحركت القوات الجنوبية وحققت انتصاراتها بدون هذه الحاضنة الشعبية.
معظم أراضي الجنوب العربي تحت وطأة واقع مرير جراء العدمية، لكن الإرادة الشعبية لم تنكسر. التظاهرات والمسيرات تعكس رفضًا قاطعًا للانتظار، وتصميمًا على استعادة الدولة. هذه الرسائل تخاطب العالم والإقليم: كفى؛ فالجنوب لم يعد يقبل بالوصاية أو التسويات التي تتجاهل قضيته. إنه يطالب بحقه في تقرير المصير، وبناء دولة تحمي أهله وتضمن أمنهم، وتحتاج هذه المرحلة خطوات عملية نحو تعزيز الوحدة الجنوبية والتواصل مع المجتمع الدولي بشكل أكثر فعالية.
10 ديسمبر 2025م