شبوة برس – خاص
تابع محرر "شبوة برس" على منصات التواصل الاجتماعي سجالًا لاذعًا يكشف المفارقات المضحكة المبكية بين ما يسمى بالرئيس "الكافر والرئيس المؤمن"، في مقاربة ساخرة لا تنال من الدين وإنما تفضح المتاجرِين به.
في السرد المتداول، يظهر الرئيس الكافر بوصفه الرجل الذي رفض تسليم العلماء العراقيين لواشنطن، وأبقاهم في الجامعات السورية، وواصل دعم حركات التحرر الفلسطينية رغم الضغوط والتهديدات، وحافظ على ثوابت القومية العربية بلا تغيير ولا قفز بين التنظيمات. ظلّت الكهرباء رغم قلتها موجودة، ورغيف الخبز متاحًا، والإنترنت بأرخص الأسعار، والراتب الأدنى للموظف يصل إلى خمسمائة دولار. الأمن كان واقعًا ملموسًا؛ لا خطف نساء، ولا سبايا، ولا طائفية، ولا خوف على فتاة تعود منتصف الليل مُحلاة بالذهب.
وفي الجهة الأخرى، يظهر الرئيس المؤمن الذي لم يُعرف له أصل ولا فصل، ولا استقرار فكري أو سياسي، ينتقل بين القاعدة وداعش والنصرة وجبهة تحرير الشام كما ينتقل المرء بين محطات باص. رئيس أحرق دوائر النفوس (مصلحة الأحوال الشخصية) ليعيد تشكيل سوريا على مقاس اللحى الوافدة من كل أصقاع الأرض. رئيس لا يُصافح النساء لـ“الحرام“، لكنه سمح بزمن تُسبى فيه النساء وتُنتهك الأعراض ويباع البشر كما تباع المواشي.
الرئيس المؤمن الذي ضاعت في عهده مساحات من سوريا تعادل ضعف غزة لصالح إسرائيل دون كلمة إدانة. رئيس حلّ الجيش العربي السوري، وسرّب أسراره للكيان الصهيوني، وطرد حركات التحرر، وسجن قادتها، وفتح الأبواب لضباط مخابرات الاحتلال. رئيس دخل البيت الأبيض عبر باب الخدم وجلس أمام قاتل أهل غزة جلسة مذلة، ثم تباهى نتنياهو بأنه هو من صعد به وأطاح بخصوم إسرائيل في سوريا ولبنان وغزة.
وفي مفارقة لا تقل سخرية، رفع الرئيس المؤمن أسعار الكهرباء والخُبز والإنترنت عشرة أضعاف، وألغى الاحتفال بيوم الشهداء لأنهم “عملاء“ في نظره، وغيّر اسم صحيفة تشرين لأنها تُذكّر بحرب التحرير، امتثالًا لرغبات تل أبيب.
هذه المقارنة الساخرة بين “كافر“ خدم قضية الأمة و“مؤمن“ خدم أعداءها، جاءت كما رصدها محرر شبوة برس من تفاعلات مواقع التواصل. هي ليست حديثًا عن دين أو إيمان، بل عن المتدين المزيف الذي يرفع المصحف بيمينه ويوقّع اتفاقاته من تحت الطاولة بيساره.
فبين الرئيس الكافر والرئيس المؤمن، في أي زمان تختار أن تكون؟