دلالات التصنيف الأميركي المحدود للإخوان.. ورقة ضغط لا سياسة اجتثاث

2025-11-26 13:19
دلالات التصنيف الأميركي المحدود للإخوان.. ورقة ضغط لا سياسة اجتثاث
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

نشر الأكاديمي الجنوبي الدكتور جلال حاتم، في قراءة سياسية رصدها محرر شبوة برس من منصة إكس، رؤية تحليلية حول قرار الإدارة الأميركية تصنيف بعض فروع تنظيم الإخوان المسلمين كتنظيمات إرهابية، مع استثناء التنظيم الدولي من القرار، معتبراً أن الخطوة تحمل رسائل تتجاوز الطابع الأمني المباشر.

 

وأوضح الدكتور حاتم أن واشنطن تتعامل مع الإخوان باعتبارهم شبكة واسعة ومتشعبة وليست تنظيماً مركزياً واحداً، وهو توصيف يراه غير دقيق لكنه مقصود سياسياً، لأنه يتيح للولايات المتحدة إبقاء الملف مفتوحاً للمساومة دون الالتزام بتصنيف شامل يصعّب عليها التعامل مع دول تعتبر الإخوان جزءاً من أدوات نفوذها.

 

وأشار إلى أن القرار الأميركي جاء بصيغة وسطية لا تُرضي الحلفاء ولا تُغضبهم، لكنه يقدّم لواشنطن مساحة واسعة لاستخدام الملف كورقة ضغط في تفاوضات الشرق الأوسط، مؤكداً أن السياسة الأميركية تميل إلى الفرز بين الإخوان السياسيين والمسلحين، ضمن مقاربة براغماتية لا تستهدف اجتثاث التنظيم بل ضبط سلوكه بما يتوافق مع المصالح الأميركية.

 

وبيّن أن واشنطن وجّهت عبر القرار رسالة مباشرة للتنظيم الدولي وأذرعه المختلفة، مفادها أن المراقبة مستمرة وأن أي اقتراب من العنف سيواجه برد حازم، في حين يبقى باب التواصل مفتوحاً طالما بقيت الحركات في إطار التوظيف السياسي القابل للاستثمار الأميركي.

 

واختتم الدكتور حاتم تحليله بالتأكيد على أن التصنيف الأميركي المحدود لا يمثل موقفاً استراتيجياً نهائياً، بل أداة ضغط مرحلية تعكس حسابات انتخابية وأمنية، وتوازنات أوسع تسعى واشنطن من خلالها لطمأنة بعض الحلفاء دون خسارة آخرين، في مرحلة تتزايد فيها تعقيدات المشهد الإقليمي.