مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة

2025-11-17 07:41
مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – د. صلاح سالم أحمد

مجلس الأمن لا يتمسك بالمرجعيات اليمنية الثلاث كما يعتقد بعض إعلاميي الجنوب، فهذه المرجعيات ليست سوى تقارير ووثائق ترفعها أنظمة صنعاء السابقة واللاحقة وبقايا الشرعية في الجنوب. يستخدمها مجلس الأمن لمصالحه، ليس لمكانتها أو قوتها السياسية، بل للحفاظ على السيطرة على ثروات الجنوب من نفط وغاز وغيرها، والتي ظلت لسنوات في أيدي "حكام باب اليمن".

 

الحقائق واضحة: اتفاقيات الصفقات الاقتصادية مع الغرب واحتكار الموارد لم تترك مساحة للجنوب لفرض سيطرته. وحتى اليوم، لم ينجح الانتقالي في تحقيق تأثير سياسي ودبلوماسي ملموس في حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة، مما سمح لقوى الهيمنة الاقتصادية بمواصلة نفوذها.

 

الحل يكمن في استراتيجية جنوبية عملية، تبدأ بالسيطرة على الأرض والثروات، مع توفير الضمان القانوني للشركات الغربية للاستثمار في الجنوب، لكن مع التأكيد أن الطرف الجنوبي هو من يدير الاتفاقيات ويحتكر حقوقه. هذا التمركز الاقتصادي سيمثل قوة سياسية، ويضع حدًا لكل شعارات المرجعيات التي سقطت مع أنظمة صنعاء السابقة.

 

العمل الميداني المنظم، والمواجهة السياسية والاقتصادية على الأرض، هو ما يضمن قوة الجنوب واستقلاله. الاستراتيجيات الفلسفية والشعارات الإنشائية لن تحمي الأرض، بينما الإرادة الداخلية والتحرك الميداني المدروس هما مفتاح تحرير المحافظات الجنوبية الشرقية واستعادة السيطرة على ثرواتها.

 

الجنوب سيظل رهينة طالما اعتمد بالكامل على ما يقرره الخارج. الحل هو إنتاج إرادة داخلية جنوبية، تجمع بين السياسة والاقتصاد والعمل الميداني، مع الحفاظ على الاستثمار الخارجي في إطار يحمي مصالح أهل الأرض. فقط من خلال هذا التوازن سيثبت للغرب أن الجنوب هو الأقوى، وأن شعبه وقيادته متمسكان بجغرافية أرضهم وثرواتها، بعيدًا عن الوصاية والمهيمنين من خارج الحدود.

 

د. صلاح سالم أحمد

عدن – الاثنين 17/11/2025