الإخوان وحلم السيطرة على حضرموت ومحاولات الاختراق عبر حلف القبائل

2025-10-18 21:31
الإخوان وحلم السيطرة على حضرموت ومحاولات الاختراق عبر حلف القبائل
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس – مصعب عيديد خاص 

شهدت محافظة حضرموت خلال السنوات الماضية محاولات متكررة من قبل جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على مفاصل الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية في المحافظة وذلك من خلال أدوات متعددة أبرزها ما يعرف بحلف القبائل الذي تم توظيفه كغطاء قبلي لتحقيق أهداف حزبية ضيقة تتعارض مع مصالح أبناء حضرموت وتطلعاتهم في الاستقرار والتنمية والاستقلالية عن مشاريع القوى الخارجية

 

منذ أن فقدت جماعة الإخوان سيطرتها على عدد من المحافظات اليمنية حاولت إيجاد موطئ قدم جديد في حضرموت الغنية بمواردها والنموذجية في أمنها واستقرارها مقارنة بالمناطق الأخرى فجاءت محاولاتهم في سياق إعادة التمركز والتأثير عبر ما سمي بحلف القبائل الذي تم تصويره كحراك شعبي ووطني في حين أن حقيقته كانت تمثيلًا لمصالح الإخوان وتنفيذًا لأجنداتهم

 

أظهرت الوقائع أن الحلف لم يكن يحمل رؤية واضحة تخدم حضرموت بل كانت تحركاته تتسم بالعشوائية والانفعالية وافتقاده للقاعدة الشعبية الصلبة التي تؤمن بمشروعه المزعوم فقد ظل الحلف أداة لخلق التوترات ونشر الفوضى في محاولة لاستثمار أي حالة من الاحتقان لتحقيق اختراق سياسي أو عسكري لصالح الإخوان وهو ما قوبل برفض واسع من قبل مختلف مكونات المجتمع الحضرمي بما في ذلك القبائل التي أدركت مبكرًا حقيقة التوظيف السياسي لها

 

لقد فشلت محاولات الإخوان عبر هذا الحلف في عدة محطات أبرزها فشلهم في منع تمدد قوات النخبة الحضرمية التي مثلت صمام أمان أمني واجتماعي في ساحل حضرموت كما فشلوا في فرض وجودهم في القرار السياسي المحلي إذ ظلت السلطة المحلية في حضرموت تقاوم الضغوط وتعمل بتوازن وطني حريص على المصلحة العامة بعيدا عن الصراعات الحزبية

 

كما أن الدعم الشعبي لقوات التحالف العربي وخصوصا لدولة الإمارات التي كان لها دور بارز في تحرير المكلا من القاعدة وتأسيس النخبة الحضرمية شكل عائقا إضافيا أمام محاولات الإخوان للعودة إلى المشهد عبر أي واجهة جديدة حيث رفض أبناء حضرموت الانجرار وراء دعوات التصعيد التي كان يقودها الحلف مستخدما شعارات لا تمت للواقع بصلة

 

وقد أسهم وعي الشارع الحضرمي ودور النخب السياسية والمجتمعية والإعلامية في كشف مخططات الإخوان وتحذير الناس من مغبة الانزلاق خلف شعارات ظاهرها المصلحة الحضرمية وباطنها مشروع حزبي إقصائي هدفه السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي في المحافظة لخدمة مصالح خارجية

 

إن فشل حلف القبائل كذراع إخواني في حضرموت لم يكن فقط فشلا تنظيميا بل كان مؤشرا على نهاية مرحلة من محاولات استغلال المكونات المجتمعية لأهداف حزبية حيث بدأ المشهد يتجه نحو بلورة مشروع حضرمي خالص ينطلق من مصالح أبناء المحافظة وينفتح على الشراكة مع بقية المكونات الوطنية على قاعدة الاحترام المتبادل

 

في الختام يمكن القول إن حضرموت بصمودها ووعي أبنائها استطاعت أن تفشل أهم محاولات الاختراق السياسي والإعلامي الذي قادته جماعة الإخوان وأداتها حلف القبائل وتمكنت من حماية مكتسباتها الأمنية والاقتصادية والسياسية في وقت كانت تعصف فيه بالبلاد أزمات متلاحقة