*- شبوة برس – وضاح الهنبلي
في الوقت الذي يبحث فيه البعض عن حلول انبطاحية لتسليم البلاد للحوثيين عبر تسويات سياسية مهينة، يقدم الرئيس عيدروس الزبيدي رؤية استراتيجية واضحة تخدم مصالح الجنوب وتلقى قبولاً إقليمياً ودولياً.
مشروع الرئيس الزبيدي يقوم على ضم مأرب وتعز في إقليمين مستقلين تابعين للدولة الجنوبية الاتحادية، وهذه الرؤية تستند إلى تحليل عميق للمشهد المستقبلي من زاويتين أساسيتين:
الزاوية الأولى: استباق التغيرات الإقليمية
بعد توقف الحرب في غزة واستسلام حركة حماس، سيفقد الحوثيون والإخوان المسلمون ورقة الضغط الإقليمية، مما سيدفعهم إلى تحويل أنظارهم نحو الجنوب سياسياً وإعلامياً بل وعسكرياً. لذلك يأتي مشروع الرئيس الزبيدي كنقل استباقي للصراع إلى مناطقهم بدلاً من انتظارهم في الجنوب.
الزاوية الثانية: واقعية المواقف الدولية
أصبح الحديث عن إسقاط الحوثيين يُوصف بالتطرف في الأوساط الدولية، فلا توجد دولة مستعدة لتحمل تكاليف حرب جديدة في جغرافيا صعبة وديمغرافيا معقدة. خاصة بعد أن حلت معظم الخلافات الإقليمية، لم يعد هناك مبرر لخوض معارك مكلفة.
في هذا السياق، يقدم الرئيس الزبيدي حلاً واقعياً يتجاوز إشكالية تعثر استعادة الدولة الجنوبية بسبب وجود مناطق محررة صغيرة في مأرب وتعز، غير مترابطة جغرافياً وغير قادرة على تشكيل دولة مستقلة، ومقسّمة سياسياً بين الإخوان والمؤتمر، ومحاذية للجنوب.
الحل الذي يطرحه الرئيس الزبيدي يمثل مخرجاً عملياً للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي، يقوم على استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية، مع منح إقليمي مأرب وتعز حكماً ذاتياً يتبعان الجنوب سياسياً، مما يمكنهما من استعادة صنعاء على المدى البعيد أو البقاء مستقلين إلى جانب الجنوب الفيدرالي.
هذه الرؤية الاستراتيجية تثبت أن القيادة الجنوبية تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، بينما لا يزال الآخرون يراوحون في مكانهم، عاجزين عن تقديم حلول عملية تليق بتضحيات الشعب الجنوبي وتطلعاته المشروعة.