*- تقرير خاص لـ شبوة برس:
في الوقت الذي تتصدر فيه أخبار الراقصات وعارضات الأزياء والمطربين عناوين القنوات العربية الرئيسية، تذوب تضحيات جسام في بحر من التعتيم المتعمد. تشهد محافظات شبوة وحضرموت وأبين الجنوبية العربية معارك مصيرية تخوضها القوات المسلحة الجنوبية ضد تنظيمي القاعدة وداعش، تقدم فيها قوافل الشهداء يومياً سعياً لسحق الإرهاب القاتل ليعيش الانسان الجنوبي بأم وأمان.
إلا أن هذه البطولات لا تجد طريقها إلى شاشات الإعلام العربي، مما يطرح تساؤلات جوهرية عن الأجندات الخفية وراء هذا التجاهل.
محور التعتيم: لماذا يتجاهل الإعلام العربي هذا الدور البطولي؟
بينما تتحقق انتصارات ميدانية على الأرض، ويتم ضبط مقبوضات هامة من مخدرات وأحزمة ناسفة، يصر الإعلام على تحويل أنظار الجمهور إلى "توافه الأمور".
هذه الاستراتيجية لا تُضعف الروح المعنوية فحسب، بل تحرم الرأي العام العربي من معرفة جهود قواته الشقيقة في تحقيق الأمن والاستقرار.
يرى العديد من المحللين أن سبب هذا التجاهل يكمن في ارتباط العديد من وسائل الإعلام بجماعة الإخوان المسلمين، التي تتغلغل في مفاصل القرار في دول عربية فاعلة. رغم أن هذه الدول تصنف الجماعة كحركة إرهابية، فإن أي إنجاز للقوات الجنوبية التي تحارب تنظيمات مرتبطة فكرياً بالإخوان (كالقاعدة) يُعتبر إثباتاً عملياً على فشل وتورط هذه الجماعة. لذا، فإن التعتيم على هذه الإنجازات يحول دون فضح هذه العلاقة الخطيرة.
يخلق هذا النمط الإعلامي فجوة بين الجمهور وبين الحقيقة على الأرض، حيث يتم تضخيم ما هو ترفيهي وسطحي، وإخفاء ما هو جوهري ومصيري. هذا ليس إهمالاً مهنياً، بل هو قرار تحريري مقصود يخدم أجندات سياسية معينة.
ما الذي تؤكده الأحداث على الأرض؟
* شرعية المطالب الوطنية:
تؤكد المقبوضات من أسلحة ومتفجرات أن معركة الجنوب هي معركة وجود ضد الإرهاب، وليست مجرد صراع سياسي. هذا يبرز ضرورة حلّ حزب الإصلاح (الذراع السياسي للإخوان في اليمن) ومحاكمة عناصره الذين قدموا غطاءً للتنظيمات الإرهابية.
*الحلول الاستراتيجية:
تكشف هذه المعارك عن ضرورة توسيع الشراكة مع المنظومة الدولية لمكافحة الإرهاب، وأهمية تنفيذ اتفاق الرياض 2019 بشكل كامل، الذي يمثل الإطار السياسي والقانوني لاستعادة الدولة وإسقاط المشروع الإخواني-الإرهابي في المنطقة.
*خاتمة:
التحدي الذي تواجهه القوات الجنوبية هو تحدي مزدوج: مواجهة الإرهاب بالسلاح في الميدان، ومواجهة التعتيم الإعلامي بالحقائق على الأرض. إن استمرار تجاهل الإعلام العربي لدور هذه القوات وتضحياتها لا يخدم سوى أعداء الأمة، ويطيل أمد المعاناة. حان الوقت لكسر حاجز الصمت الإعلامي وإلقاء الضوء على هذه المعركة المصيرية، التي تثبت كل يوم أن دماء الشهداء هي أهم و أشرف من كل أصوات الراقصات والمطربين المائعة، وأصدق من كل الخطاب الإعلامي المزيف.