الولاء للجنوب لا ينفصل عن دعم قيادته

2025-09-30 06:20
الولاء للجنوب لا ينفصل عن دعم قيادته
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – وضاح ناشر

يكرّر البعض مقولة أنّ الولاء يجب أن يكون للجنوب كأرض وتاريخ وقضية، لا للقيادة. ويذهبون إلى أنّ القيادات متغيّرون، بينما الجنوب ثابتٌ بشعبه وتاريخه. للوهلة الأولى يبدو هذا الطرح منطقيًّا، لكنه يغفل عن حقيقة أساسية: أنّ القضايا العادلة لا تتحقّق وحدها من دون قيادات تحملها وتدافع عنها.

 

على مدى العقود الماضية، ظلّت قضية الجنوب حاضرة في وجدان الناس لكنها كانت مهمّشة سياسيًّا حتى نهضت قيادات جنوبية استطاعات التوحد في كيان جامع و حملت هذه القضية إلى طاولة القرار وأعادت لها مكانتها. هذه القيادة، مهما اختلفت وجهات النظر حول بعض قراراتهم أو أساليبهم و سياساتهم، كانوا السدّ المنيع أمام محاولات طمس قضيه شعب الجنوب وإجهاض مشروعه السياسي.

 

إنّ محاولة الفصل بين الجنوب كفكرة وبين من يقود هذه الفكرة، فيها قدر من التبسيط المخلّ، بل وقد تُضعِف الجبهة الداخلية الجنوبية. فالقضية لا تتحرّك من تلقاء نفسها، بل تتحرّك عبر برامج وخطط يقودها أشخاص يتحمّلون المسؤولية ويدفعون ثمن مواقفهم.

 

كما أنّ دعم القيادات الجنوبية الصادقة ليس تبعيّة لشخص، بل هو دعمٌ للمشروع الذي يجسّدونه. صحيح أنّ الأشخاص قد يتبدّلون، لكن في اللحظة الراهنة لا يمكن إنكار دور من وقفوا بثبات في الخطوط الأمامية دفاعًا عن هوية الجنوب وحق شعبه في تقرير مصيره.

 

المطلوب هو أن نُبقي البوصلة موجَّهة نحو الجنوب كهدف نهائي، لكن من دون التقليل من أهمية القيادات التي تعمل لتحقيق هذا الهدف أو شن الهجمات وحملات التشويه علي هده القياده بحجه الحرص علي الجنوب. إنّ تقويض الثقة بهذه القيادات أو تسفيه دورها يخدم خصوم الجنوب أكثر مما يخدم مشروعه الوطني.

 

في النهاية، الولاء للقضية لا يلغي الولاء للقيادة، بل يكمله. ومن الحكمة أن ندعم من أثبتوا إخلاصهم للقضية و الشعب في أصعب الأوقات حين تخلى الآخرين ، حتى يستمرّوا في حمل هذه الراية إلى أن يتحقّق حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم وحقوقهم كاملة.