المحاصصة المناطقية فعل مدمّر

2025-09-04 22:24

 

"المحاصصة المناطقية"، فعل مدمِّر للنسيج الوطني الجنوبي، فهي تفتت المجتمع وتزرع الانقسام، ولم يحدث أن شهدت أي دولة في العالم اعتماد المحاصصة على أسس جهوية أو مناطقية بهذا الشكل.

 

كانت المرة الأولى التي عرفنا فيها هذا النهج عند إعلان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ومنذ ذلك الحين ونحن نرفع الصوت محذّرين من خطورة الخطاب المناطقي وما يحمله من بذور فتنة وفرقة.

 

ورغم كل مساوئ الحزب الاشتراكي اليمني في تجربته، إلا أنه كان حريصًا على الحفاظ على اللحمة الوطنية الجنوبية، وعلى إبقاء الجنوب متماسكًا أمام أي نزعات جهوية. ونحن لا ننكر أن هناك من يغذي اليوم هذا الصراع المناطقي، في وقتٍ تعرض فيه الجنوب كل الجنوب لاحتلال عسكري بشع، لم تسلم منه قرية ولا مدينة، واليوم تدفع كل قرية وكل مدينة فاتورة دماء زكية للخلاص من بقايا هذا الاحتلال.

 

الشهداء يقدمون أنفسهم دون شروط محاصصة أو تقسيم، وتضحياتهم لا تعرف المناطقية ولا الجغرافيا.

 إن المسألة اليوم خطيرة، والخطاب المناطقي لا يستهدف الضالع ولا شبوة ولا أبين ولا أي مدينة بعينها، بل يستهدف اللحمة والنسيج الوطني الجنوبي كله.

 

قفوا مع هذا الرجل، فهو يحمل مشروعًا وطنيًا نؤمن به ونثق فيه ثقة كبيرة. لا يمكن لأحد أن يزايد عليه، ولا يمكن لأحد أن يزايد على وطنية أي إنسان جنوبي. كلنا تواقون إلى إقامة دولة تحتكم للنظام والقانون وتنصف الجميع بلا استثناء.

 

فكّروا في المستقبل: كيف سيكون وضع الأجيال القادمة إذا استمر كل حدث وكل موقف يُقاس بميزان "الجهات" و"المناطق"؟.ما هذا الخطاب الذي لا يورث سوى التناحر والخراب؟ الجنوب بحاجة إلى كلمة سواء، لا إلى تمزيق الهوية.

 

 #صالح_أبوعوذل