*- شبوة برس - محمد باوزير
في خضم أزمة حضرموت الراهنة يعمد البعض إلى تسويق أن الانتقالي الجنوبي هو خصم الهضبة الأوحد، وهذه كذبة كبرى روجها البعض وصدقوها للأسف، وهذا قفز كبير على الواقع، لأن الحقيقة لا يمكن أن تستدرج، فالصراع ليس صراع حزبي أو صراع مكونات، بل هو وبكل أسف صراع بيني حضرمي.
فذاكرتنا ليست مثقوبة، فقد بدأت مشلكة حضرموت تتشكل بين قيادات الصف الأول للسلطة الرجل الأول بالمحافظة الأخ المحافظ "الذي لم يكن يوما انتقاليا" و "الرجل الثاني الأخ وكيل أول المحافظة الذي قد نسينا متى آخر مرة تكلم عن حقوق حضرموت".
في إطار تلك الحرب الباردة توالت البيانات واللقاءات، والتحشيد هنا وهناك، وتقادمت الأيام واشتعل الصراع حتى أصبحت مشكلة الهضبة مشكلة قيادة البلد كله (حكومة الشرعية التي لم تكن يوما انتقالية)، إذ بادرت وشكلت لجان رئاسية لحلحلة الأمور ولم تفلح، تطور المشهد وأخذ منحى خطير حين أصبحت قضية الهضبة مشكلة اجتماعية، فتلك القبيلة "الحضرمية" لم تكن راضية عن حراك تلك القبيلة، وذلك والمواطن "الحضرمي" خالف رأيه حضرمي آخر، فاختلط المزاج الشعبي الحضرمي بين مؤيد ومعارض.
هذا هو التسلسل الحقيقي للمشكلة، فلماذا يُقحم البعض الانتقالي في مشكلة ليس طرفا فيها أصلا، فالصراع القائم ليس صراع مكونات متناقضة، بل هو وبكل أسف صراع بيني حضرمي خالص لا يشبه الحضارم في شيء..
اليوم ونقولها للتاريخ وإبراء للذمة، من يحرص على حقوق حضرموت يجب أن يحذر من إيقاع حضرموت في أخطر منزلق يهددها ألا وهو تمزيق نسيجها الاجتماعي الواحد، فهذه أم الكبائر لأن أي صراع يبدأ يتشكل في حضرموت حتى لو كان باسم الدولة سيتحول مباشرة لصراع اجتماعي حضرمي حضرمي وستكون له نتائج وخيمة لن تتعافى منه حضرموت ولو بعد ٥٠ عام..
الحل ببساطة لمنع الوصول لذلك المنحى الخطير هو أن يتخلى الجميع عن ثقافة "الأنا" أو السير على قاعدة أنا ومن بعدي الطوفان، فحضرموت للجميع ويجب أن يشترك الجميع في رسم مستقبلها، والحوار والتفاهم واللقاء الحضرمي الحضرمي يضمن للجميع عدم الوقوع في منزلق صراع لن نعرف له نهاية.
#محمد_باوزير