ما يقوم به الجاسوس «الجولاني» في هذه الساعات دليل دامغ على جاسوسيته وعمالته أكثر من جميع اللقاءات التي ضمته مع ضباط المخابرات البريطانية (روري ستيوارت، لوسي ستيوارت، جوناثان باول، كلير حجاج - شابيرو ) منذ صيف العام 2011 حتى اليوم، وأصدق حتى من الأوراق التي وقعها بخط يده (خريطة الطريق / التفاهمات، التي أعدها جوناثان باول) في نوفمبر من العام الماضي كشرط لتسليمه السلطة في دمشق.
ما يقوم به هذا الجاسوس الآن، في هذه اللحظات، ليس فقط تنظيم «النفير العام» في عموم الأراضي السورية للتوجه إلى السويداء من أجل ذبح الدروز، ولكن – وهو الأخطر – التحشيدات التي يديرها في أوساط «عشائر حوران / درعا»، المتاخمة للجولان المحتل؛ أي اللعب المباشر داخل «الملعب الأمني الإسرائيلي». فعندما تبدأ «عشائر حوران» هجومها نحو الشرق باتجاه السويداء، سيقوم الإسرائيليون باجتياح ريف درعا الغربي والشمالي الغربي، أي المنطقة التي تعرف في التوراة باسم «إقليم باشان»، والتي تحمل اسمها «فرقة الجليل / الفرقة 210» في جيش الاحتلال، التي تحتل الجولان. فهذه الفرقة اسمها الرسمي «فرقة باشان»، وهي الفرقة التي ستكلف باحتلال محافظة درعا و ... تهجير أهاليها! أما البقر والرعاع والغنم من أتباع «الجولاني» في محافظة درعا فيضحكون الآن على أهالي السويداء، دون أن يعلموا إلى أي مسلخ يقودهم هذا الجاسوس! هؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي الشامي بالضبط: «ضحكة عنزة على باب المسلخ»!
هكذا أثبت «الجولاني» في كل خطوة أقدم عليها منذ 8 ديسمبر الماضي أنه جاسوس أمين لكل حرف لقنه إياه «جوناثان باول» و سفيرة الموساد «كلير حجاج - شابيرو»، التي تقيم قربه الآن في «قصر الشعب» منذ جاءت من لندن في ديسمبر الماضي، ولم يحد عن تعليماتهما بمثقال ذرة: خلق الذرائع اللازمة للاجتياح الإسرائيلي للجنوب السوري وفصله عن سوريا الداخلية!
ــــــــــــــــــــ
خريطة «مملكة باشان» التوراتية (باللون الأزرق السماوي):
نبيل فياض