*- شبوة برس – القاهرة خاص
يبدو أن تصرفات أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام والحاكم الفعلي لسوريا بعد سقوط نظام الأسد، تجاه إسرائيل تثير العديد من التساؤلات حول مدى تنازلاته وسبب عدم رضا إسرائيل عنه رغم هذه التنازلات الكبيرة.
التنازلات المتتالية للجولاني
اللقاءات السرية: أجرى الجولاني لقاءات سرية مع ممثلي إسرائيل في الإمارات وأذربيجان برعاية تركية، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات .
التنازلات الإقليمية: سلم الجولاني مناطق في جنوب سوريا لإسرائيل، وتنازل عن مطالب سوريا في هضبة الجولان المحتلة، وهي مناطق استراتيجية ومصدر مياه مهم.
ملف المقاومة الفلسطينية: طرد فصائل المقاومة الفلسطينية من سوريا، وسحب الجنسية من الفلسطينيين المقيمين هناك، مما يخدم الأجندة الإسرائيلية في تقويض أي وجود فلسطيني منظم.
الملفات التاريخية: سلم وثائق الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، ووعد بتسليم جثته، وهي قضية حساسة لإسرائيل.
التعاون الأمني: وعد الجولاني بالتعاون في هجوم مشترك ضد حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل في المنطقة .
الموقف من مصر: فتح الباب لاستخدام سوريا كمنصة لتهديد مصر، وهو أمر يتقاطع مع المصالح الإسرائيلية في إضعاف الدول العربية الكبرى.
لماذا لا تزال إسرائيل غير راضية؟
رغم كل هذه التنازلات، يبدو أن إسرائيل تطلب المزيد من الجولاني، أو أنها تتعامل معه بتكتيك "الجزرة والعصا" لانتزاع المزيد من التنازلات. ومن الأسباب المحتملة لعدم رضا إسرائيل:
عدم الثقة بتاريخ الجولاني: كزعيم سابق لتنظيم متطرف (جبهة النصرة)، يصعب على إسرائيل الوثوق به تماماً 10.
المطالب الإسرائيلية المتزايدة: قد تكون إسرائيل ترفع سقف مطالبها مع كل تنازل جديد، خاصة فيما يتعلق بالجولان والوجود العسكري في سوريا .
الضغوط الداخلية السورية: قد يواجه الجولاني معارضة داخلية إذا قدم تنازلات أكثر مما قدم بالفعل .
السياق الإقليمي: التغيرات في تحالفات المنطقة ومواقف الدول الكبرى قد تجعل إسرائيل تتردد في منح الجولاني الشركة الكاملة .
خاتمة
يظهر الجولاني استعداداً غير مسبوق من حاكم سوري للتعاون مع إسرائيل، لكن يبدو أن إسرائيل تتعامل معه بمنطق "كلما أعطيتَ أخذوا المزيد". السؤال الأهم: هل يستطيع الجولاني تقديم المزيد دون فقدان شرعيته بالكامل، أم أن إسرائيل تريد إبقاءه تحت الضغط الدائم لضمان سيطرتها على القرار السوري؟.