المواقف تكشف الأقنعة عمّن فقدوا بوصلة الجنوب.!

2025-06-22 13:42
المواقف تكشف الأقنعة عمّن فقدوا بوصلة الجنوب.!
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

 على ناصر محمد فقد البوصلة وخالف مبادئ الميتافيزيقا وواقع التاريخ والجغرافيا، وتجاوز مفاهيم الواقع الوجود، والزمان والمكان، فالقائد الحقيقي لا يبيع الوهم ولا يزيف الوعي، بل يكون صادقاً مع شعبه، منسجماً مع الواقع، ومؤمناً بإرادة الناس لا بمصالح الأوصياء.

سؤال نوجه له.. هل أنت اليوم ذات الشخص الذي كنت عليه قبل 39 عاماً؟

إذا كانت الإجابة نعم، فهذا يعني أن عقارب الزمن توقفت عندك، وأنك لم تدرك بعد حجم التحولات ولا دروس التاريخ. ولا يمكنك أن تزور الماضي لتخيط المستقبل على مقاسك، فقد كنت من أولئك الذين عبثوا بمصير الجنوب، منغمساً في مراهقات سياسية، وباحثاً عن أمجاد وهمية، متحالفاً مع أطراف لا تؤمن بالقومية العربية ولا بالعدالة، بل جاءت لتخدم أجندات ضيقة ومصالح آنية، تتشدق بالديمقراطية لكنها تعادي الحرية والكرامة.

 

وللأسف، تحولت اليوم من رمز سياسي إلى أداة في حملات التلميع، تروّج لأنصار الله، غير مدرك أن شعب الجنوب تغير، ولم يعد ساذجاً ليقع في شباك الشعارات المضللة من جديد.

لقد سلم الجنوب دولة حقيقية، اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لكن في المقابل، لم يمنح حتى مجرد منصب نائب لرئيس، رغم التضحيات والنيات الطيبة، فكانت الخديعة كبرى، والثمن باهظ.

 

واليوم، تحاول تسويق دعواتك المغلفة بالخداع من جديد، لكن دعني أقولها لك بوضوح..

كفى استخفافاً بإرادة شعب الجنوب!

كفى لعباً بدور "المحلل السياسي" لتبرير الهيمنة على الجنوب، وكأنك تريد إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، إلى مربع التبعية والصراعات، وإلى زمن تسويق الوهم عبر الطاولات الباردة!

 إن شعب الجنوب لم يعد يحتمل المزيد من التجارب الفاشلة.

المعركة مستمرة حتى استعادة الدولة، وهذه ليست أمنية... بل قدرٌ ومصير.

وقد آن الأوان أن يتوحد الجنوبيون، من المهرة إلى باب المندب، صفًا واحدًا في وجه كل الأيادي العابثة، التي تحاول طمس هوية الجنوب، وزرع أفكار اليأس والانكسار.

شعب الجنوب يقف اليوم بقلب واحد خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وخلف قواته المسلحة الباسلة، درع الجنوب الحصين، التي تروي الأرض بدماء شهدائها، ولا تنتظر شهادات اعتراف من أحد، بل تكتب بالدم أنشودة الحرية والكرامة.

هؤلاء الأبطال لا يتراجعون، لا يساومون، ولا يفرطون. سيظلون الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الاحتلال والإرهاب.

 

الجنوب سيحمي سيادته بكل ما أوتي من قوة، وستظل القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية وشرفاء الجنوب سيفاً قاطعاً، لا يرحم كل من تسول له نفسه المساس بالأرض أو العبث بالكرامة.

إن قلوب الجنوبيين تنزف دماً وهم يودّعون الشهداء، لكنّهم يقسمون على المضي في دربهم، حتى تحقيق الحلم الذي استشهدوا لأجله.

 

فانظر حولك، انظر إلى ما حدث في سوريا والعراق ولبنان، وليبيا، وما يجري في حرب إيران وإسرائيل...

هل تظن أن بإمكانك إيقاف عجلة التاريخ؟

اذهب بعيداً، واترك شعب الجنوب يقرر مصيره، ويستعيد دولته، بكرامته، بإرادته، وبدماء أبنائه...

فالجنوب ليس للبيع، وليس ساحة لتصفية الحسابات، ولن يكون تابعاً لأحد بعد اليوم..!!

 

ويبقي الجنوب كما عهدناه حراً أبياً شامخاً لا ينكسر.

 

✍️   ناصر العبيدي