إذا سألت مواطن بسيط ربما قال مستحيل وذلك بسبب عدم الإلمام بما يحدث في الداخل الأمريكي منذ عصر الرئيس الأمريكي ابرهام لنكولن ، أو لربما ماصنعته الهالة الإعلامية الضخمة عن قوة أمريكا فيظن أن هذه القوة الجبارة يستحيل أن تتفكك..
لكن إذا سألت باحث في التاريخ ومطلع على جبروت الإمبراطوريات القديمة المنهارة أو مطلع إلى حد كبير عن الصراع الخفي في الداخل الأمريكي لربما قال من الممكن أن تتفكك..
تعالوا معي قليلا لنغوص في عمق التاريخ عن امبراطوريات عظمى سادت ثم بادت..
الإمبراطورية الرومانية تأسست في القرن السادس قبل الميلاد ثم انقسمت على نفسها إلى إمبراطورية شرقية وأخرى..
تفككت الغربية على يد قبائل الجرمانية في القرن الخامس الميلادي بعد ضعف شديد واستمرت الإمبراطورية الشرقية حتى جائت نهايتها على يد المسلمين وآخر سقوط لعاصمتها القسطنطينية على يد العثمانيين في منتصف القرن الخامس عشر...
الإمبراطورية الإسلامية كأكبر إمبراطورية في التاريخ القديم والوسيط استمرت ككتلة واحدة مايقارب من ستمئة عام ثم انقسمت الى دويلات متصارعة فيما بينها..
الإمبراطورية المغولية ظهرت في القرن العاشر الميلادي ثم طغت فاتسعت رقعتها من الصين شرقا وحتى العراق غربا ثم انهارت في أقل من مئة وخمسون عاما ثم انكمشت في بلدها الصغير منغوليا..
الإمبراطورية العثمانية كان أول ظهور لها في القرن الرابع عشر ثم بلغت قوتها بعد سقوط القسطنطينية آخر قلاع الروم في منتصف القرن الخامس عشر وسيطرت على معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوربا واستمرت ستمئة عام ونهارت بداية القرن العشرين بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.
الإمبراطورية البريطانية .. لاتغرب عنها الشمس سيطرت على معظم العالم القديم منذ القرن الثامن عشر الى منتصف القرن العشرين ثم غابت شمسها فتحولت الى انجلترا الصغرى...
الإمبراطورية السوفييتية ومنظومتها الإشتراكية في كل بلدان العالم لم تستمر سوى سبعين عاما فانهارت عام 90 من داخل الاتحاد السوفيتي فشهد العالم في عام واحد انهيار إمبراطورية المنظومة الإشتراكية..
الولايات المتحدة الأمريكية كآخر الإمبراطوريات أول صراع شهدته في زمن حكم الرئيس إبرهام لنكولن ثم خمد الصراع وظهر الصراع خفيفا في عهد الرئيس جون كنيدي ثم تلاشى بحكمة الرئيس كنيدي لكنه دفع حياته ثمنا لذلك..
ثم ظهر الصراع مجددا في عهد الرئيس بايدن مما أدى أن تطلب بعض الولايات انفصالها..
وهاهو اليوم يتجدد الصراع في عهد الرئيس ترامب..
الولايات المتحدة كغيرها من الإمبراطوريات السابقة مصيرها الإنهيار من الداخل أو ظرف خارجي ..
من الداخل نتيجة للأزمات الإقتصادية فهناك ولايات غنية وولايات فقيره..
والولايات الغنية هي التي تسعى للإنفصال عن الدولة الأم..
وانهيار أمريكا يحتاج إلى رئيس متهور أحمق يقودها إلى الإنهيار ولعل ذلك هو الرئيس دونالد ترامب..
ننتظر ونترقب المشهد..