بقايا الدولة العميقة في الجنوب.. سرطان لم يُستأصل بعد!

2025-06-01 08:02
بقايا الدولة العميقة في الجنوب.. سرطان لم يُستأصل بعد!
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – ناصر العبيدي

منذ تحرر الجنوب في عام 2015 من المليشيات الحوثية، كان الأمل يملأ قلوب الناس ببداية جديدة….دولة نظام وقانون، عدالة، تعليم وصحة، وأفق واعد لمستقبل أفضل،

لكن الواقع كان صادما فـ"بقايا الدولة العميقة" لا تزال حاضرة، تتحكم، تعرقل، وتفشل كل مشروع بناء.

 

من هم بقايا الدولة العميقة؟

هم تلك الشبكات والأفراد الذين زرعهم نظام صنعاء في مؤسسات الدولة الجنوبية بعد حرب 1994، وتمكنوا من ترسيخ نفوذهم في مفاصل حساسة مثل..

٠القضاء

٠الأمن

٠المالية والبنوك

.النفط

٠الإعلام

٠التعليم

لم يخرجوا بسقوط عفاش، ولا انتهى دورهم بخروج الحوثيين من الجنوب، لأنهم ليسوا مجرد موظفين، بل جزء من شبكة مصالح خفية، ما زالت تمسك بخيوط اللعبة من الداخل وتقاوم أي محاولة للتغيير الجذري.

كيف يعملون؟

خلق الفوضى الإدارية وتعطيل الأداء المؤسسي

عرقلة صرف الرواتب والموازنات

ضرب مؤسسات الدولة من الداخل بإشاعة الفساد والمحسوبية

تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام داخلياً وخارجياً

التغلغل تحت عباءة "الجنوبية" لخداع الناس وكسب ثقتهم

يعملون بهدوء وصمت، دون مواجهة مباشرة، لكن تأثيرهم مدمر، وهم يظهرون كأبناء للجنوب بينما يخدمون مصالح أخرى تماماً.

 

أهدافهم الخفية:

إفشال تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي

نشر الخوف من خيار الاستقلال

إيصال رسالة مفادها أن "الجنوب لا يستطيع إدارة نفسه"

تلميع صورة الفساد السابق وجعل الناس تشتاق إليه

لكن الحقيقة أنهم يخافون من دولة جنوبية قوية ومستقلة، تكشف فسادهم، وتحاسبهم، وتغلق أبواب الفوضى التي يعيشون عليها.

ما هو الحل؟

تطهير المؤسسات من العناصر المزدوجة والولاءات المشبوهة

رقابة صارمة ومحاسبة حقيقية للمال العام

قضاء مستقل ونزيه يحمي الحقوق ويضرب بيد من حديد

توعية مجتمعية ترفض التستر على الفاسدين

دعم الكفاءات الجنوبية المخلصة وتمكينها من مواقع القرار

ختاماً..

تحرر الجنوب عسكرياً لكن المعركة الأهم الآن هي تحريره من بقايا الدولة العميقة.

إذا لم يتم اجتثاث هذا السرطان من جذوره، فلن يكون هناك بناء، ولا دولة، ولا مستقبل...!!

 

ويبقى الجنوب كما عهدناه حراً أبياً شامخاً لا ينكسر..

 

✍️   ناصر العبيدي