الذين حرّضوا واساءوا يوم أمس ضد الفعالية النسوية الجماهيري في عدن واتهموا منظميها بتهم معيبة يدينون اليوم بالاعتذار لمنظميها ولكل المتظاهرات إن توافرت لديهم شيء من الجسارة والشجاعة.
فلا علَم الجنوب تم منعه، ولا هؤلاء النساء قمن بانقلاب عسكري.. فوبيا ونظرية المؤامرة مستحكمة لدى البعض مِن كل ما له علاقة برفض الظلم والفساد ونبذ هذا الواقع التعيس.
فهذه التظاهرة أخرجها البؤس، وحشد لها الفقر والعوز، وحرضت لإخراجها المعاناة ، ونظمها الشعور بضياع الحاضر والمستقبل.
ف الذين شتموا وتوعدوا هذه الفعالية عليهم بالخجَل بعدما شاهدوا من حشد كبير حَسَنُ التنظيم، دون سند إعلامي أو دعم مالي من حزب او جهة أو دولة ثرية ، بل العكس تماما فقد تم وسط تحريض وتعتيم وتشويه ووعيد.
تظاهرة يفترض أنها محفزة للمحسوبين على الرجولة للاقتداء بها ورفض هذا الواقع وهذا العفن والظلم …
تظاهرة كانت هتافات جريئة صريحة يخجل بعض المتكسبون أن يطلقونها حتى داخل حماماتهم منفردين، إما خوفا من تقريع أو خشية على ضياع مخصص مالي ومادي.
ان كان هؤلاء المتمصلحون والمسترزقون باسم الجنوب وباسم قضيته -أفرادا كانوا أو كيانات- يعيشون حياة ترف رغيدة -وربنا يعطيهم ويرزقهم- فليس من حقهم ان يزدروا أو يقمعوا اصوات ضحاياهم أو يصادروا منهم وطنيتهم و ينزعوا عنهم انتمائهم الوطني والإنساني والجغرافي.
فإن كنتم يا هؤلاء قد استطعتم انتزاع لقمتهم فلن تستطيعوا انتزاع ألسنتهم ووطنيتهم، وإن كنتم في غفلة من الزمن قد سرقتم منهم مرتباتهم ولقمة اولادهم فلن تسرقوا عقولهم وكرامتهم. وان كنتم قد نهبتم حاضرهم فلن تنهبوا مستقبلهم.
باختصار، عليكم التعلّم مِن النساء إن لم تعلمكم مدرسة الحياة، فالمرأة أم، والأم مدرسة طيّبة الأعراق.
*ص.السقلدي