شهدت منطقة المطهاف معارك متقطعة ضد قوات سلطنة الواحدي وقوات مساندة لها من جيش البادية خلال الفترة 1948/1950 وكانت السيطرة فيها للقوى الثائرة ..وأمام استبسال وشراسة المقاتلين من قبائل أهل سليمان ولقموش الذي يوالون للشيخ سالم بن سعيد الحميري فقد استقدمت السلطنة قوات مساندة بقيادة الميجر سنان وأمست ليلة للاستراحة من السفر في وادي (الحلوة) بين حصن هل نور وحصن هل زيد .. وأرسل الشيخ سالم بن سعيد الحميري استطلاع يقيسوا حجم القوة وتسليحها وجاءه الرد أنها قوة كبيرة وبسلاح حديث لكن الشيخ قرر ومن معه مقاتلة تلك القوة مالم يتدخل الطيران العسكري لمساندتها ففي هذه الحالة وضع خطة يتم فيها إحراق الحصن لحرمان قوات السلطنة من الانتفاع به وإحراق (سراة) كثيرة والانسحاب من المنطقة باتجاه اليمن .. وفعلا تقدمت القوة البرية صباح اليوم الثاني وحلقت الطائرات في سماء المنطقة ونفذوا الخطة لإحراق الحصن الفخم والانسحاب ..وبعد السيطرة لقوات سلطنة الواحدي على المنطقة ابرقت إدارة المعتمد البريطاني في المكلا الى عدن باعتقال نجل الشيخ سالم المقيم في سلطنة لحج سعيد بن سالم الحميري ونجل العاقل يسلم بن هادي السليماني سعيد بن يسلم الجندي في جيش الليوي إلى المكلا ومنها تم نقلهما إلى سجن صلالة في سلطنة عمان وفي عام 1956تم الإفراج عن المرحوم سعيد بن يسلم بن هادي السليماني ثم بعده بسنتين تم الإفراج عن المرحوم سعيد بن سالم الحميري وعاد وبنى (مقعد) كبير من جذوع أشجار المضاض والنخيل (ملحق بالسرة ) سكن مؤقت للعائلة .. وفي منتصف ستينات القرن الماضي قام بهدم مابقي من أجزاء من حصن والده الثائر وبنى مكانه حصن فخم معامله التي تبدو في هذه الصورة ويعد هذا حصن شهير حل محل حصن شهير الشاهد حصن الشيخ سالم بن سعيد الحميري الذي تم إحراقه أثناء انسحاب الشيخ ومجاميعه من المنطقة في مطلع خمسينات القرن الماضي وفي منتصف ستينات القرن الماضي بنى الشيخ سعيد بن سالم الحميري الحصن الماثل في الصورة وهو عبارة عن تحفه معمارية طينية والمحضرة فيه تتسع لمايقارب 60شخصا واعواد سقفه من جذوع العلب (الحمر) وايضا سدتيه الخارجتين وأبواب ونوافذ الحصن كلها من جذوع العلب الحمر القوي .. وكان يفترض ترميمه والحفاظ عليه كمعلم اثري وتاريخي وشاهد على عصره .
الباحث/علي محمد السليماني