الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة

2025-05-03 18:57

 

لم يكن تغيير الوجوه كافياً لإيقاف الانهيار أو معالجة التدهور، بل كان مجرد إعادة إنتاج للأزمة بصور جديدة. لقد تم تحريف مسار الاحتجاج، وتهميش مطالب شعب الجنوب، في اختزال مخلٍ يُجنّب المنظومة القائمة مسؤوليتها الكبرى عن هذا الانهيار المتراكم.

 

نحن أمام واقع مرير، تغيب فيه الإرادة الصادقة، ويستشري فيه الفساد، وتتغوّل فيه المحاصصة، وينعدم فيه الحد الأدنى من المساءلة أو الرؤية.

 

الواقع لم يعُد يُطاق.... الجوع يقرع الأبواب، والكرامة تُسحق كل يوم، والفقر لم يعُد رقمًا في التقارير، بل بات وجعًا يمشي على قدمين، وألمًا يتوسد الأرصفة وتحتضنه العيون الجائعة والتعبيرة الصامتة.

 

أيها المسؤولون..كفى عبثًا! كفى تجاهلًا! هذا الشعب الصابر ليس أضحية في معبد فسادكم، ولا حطبًا لنار أطماعكم. كل لحظة تمرّ، تكبر فيها المعاناة، وتتعمق الجراح، وتُزهق فيها الأرواح بصمت، وأنتم ماضون في غيّكم، تتقاسمون النفوذ والثروات، غير عابئين بعذابات الناس.

 

لقد أثبتوا عجزهم وفشلهم الذريع، فكيف يُرجى منهم إدارة وطن وهم غير قادرين على إدارة أبسط المهام؟

لا شغل لهم سوى إذكاء الأزمات، وافتعال الخصومات، وصناعة الصراعات السياسية العبثية، بينما يعاني الشعب الويلات ويثقل كاهله الألم والمعاناة.

أصبحت مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار، وبات الوطن آخر همهم..

 

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من خذل شعبه، في كل فاسد متجبر، في كل من باع أرضه وضميره، وترك الناس تموت جوعًا وذلًا وقهرًا.

 

اللهم أرنا فيهم بأسك الذي لا يُرد، أرنا فيهم يومًا تُشفى به صدور المظلومين، واجعلهم عبرة لكل من تجبّر وطغى.

 

عدن تنادي.. فهل من مجيب؟

 

✍️    ناصر العبيدي