*- شبوة برس - سالم فرتوت
مؤامرتان استهدفتا شعبين وبلدين عربيين يقف خلفهما قوة عظمى خبيثة احتلت نصف العالم تقريباً وراحت تمارس سياسات خبيثة ومازالت حتى آني لاظنها مازالت تقف خلف كثير من الاحداث المأساوية التي المت وتلم بعالمنا المغاصر.
وكان من سوء حظ بلدنا أن احتلته تلك الدولة العظمي قبل قرنين تقريباً من اليوم.لتعبث به كما شاءت متحكمة بموقعه الاستراتيجي,وتفرض سيطرتها بالتالي على كامل ترابه تقريباً,لتضغ العراقيل في طريق تطوره,اقتصادية وسياسيا واجتماعيا
فلم يشهد الجنوب نهوضا اقتصاديا,ولم ينتقل من حالة التشرذم السياسي, إلى حالة وحدته السياسية كوطن قائم بذاته تحت سيطرة دولة مركزية موحدة,تهيأ لمثلها أن تتاسس في ١١فبراير عام 1959م ,لكن المحتل البريطاني سرعان مااعاق تطور هذا الاتحاد الفيدرالي,بالأيعاز لبعض القوى بالاعتراص عليه,ومقاومته, بالبحث والحديث عن وحدة مع بلد آخر,هو اليمن الذي لطالما تطلعت قواه السياسية في الحاق الجنوب بها وضمه إليها,طمعا في ثرواته ومساحته,وجوبهت اطماعها بمقاومة ورفض قاطع لمحاولاتها السيطرة عليه.من قبل شعبه وحكامه ذوي النخوة والعزة والكرامة.
حتى إذا انتصف القرن العشرين وظهرت قوى سياسية قومجية ويعثوية ومتمركسة اسس بعضها يمانية مهاجرون في عدن، وكانت صدى لقوى اقليمية ودولية تقف وراء انشائها بريطانيا الخبيثة كحركة القوميين العرب,وبعثية تقف خلفها القوة العظمى الآخرى فرنسا كالبعثيين.وقوى ماركسبة يقف وراء تأسيسها الروس,لكنها خدمت سياسات الغرب, الذي اتخذ محتله البريطاني من الجنوب حقلا لتجريب الايدولوجيا بمختلف مشاربها.قومجية ,وبعثية وماركسية لينينة تقدم القومي والاممي على الوطني.
وكان ينبغي التضحية بالجنوب العربي وتسليمه لجاره اليمني على يد تلك القوى ذات الايديولوحيا المعادية لكل ماهو وطني حيث يشكل المنضوون فيها من أبناء البلد الطامع فيه نسبة كبيرة وجدت في بعض المراهقين السياسيين من الجنوبيين ممن تشبعوا بتلك الافكار مطايا لتنفيذ المؤامرة البريطانية الشبيهة بمؤامرتها على فلسطين التي جلبت إليها الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي, بعد ثلاثين عاما من وعد بلفور, باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين الذي صدر عام ١٩١٧م.وتم تنفيذ لذلك الوعد في اربعينات القرن العشرين، باستدراج اليهود من البلدان التي استقر فيها اسلافهم قبل مئات السنين,فتم استدراج اليهود للاستيطان في فلسطين على حساب شعبها العربي الذي هجرته عصابات الهاجانا خارج ارضه لتستوطن هي فيه باعتباره ارض الميعاد.وماتبقى منه يعيش غريبا في ارضه,لأن بريطانيا الخبيثة,قبل أن تغادر البلاد العربية اقتضت مصالحها الاستراتيجية أن توجد صنيعة تشغل بها العرب في تاريخهم المعاصر عن أي نحولات تعيد لهم امجادهم.
في فلسطين جلب اليهود بمساعدة بريطانيا ومباركتها مستوطنون محتلون بزعم أن فلسطين هي أرض الميعاد,وفي الجنوب العربي,وتنفيذا لمخطط بريطاني,ضحت القوى السياسية ذات الايديولوجيا غير الواقعية بجنوبنا لصالح جاره الشمالي الذي ظل يتحين القرصة تلو الاخرى,ليحتل البلاد التي استعصت عليه وبدون خسائر..
كانت البداية باستعارة اسمه,وكانت تلك مقدمة مناسبة وممهدة للاحتلال بدون قيد أو شرط,والمسألة لاتعدو أن تكون مسألة وقت..
ستدار اللعبة في الجنوب بعد خروج بريطانيا, كما لو بجهاز تحكم عن بعد ,بدءا من فرضية أن الجنوب الغربي وجاره اليمني (يمن واحد) ردا على مقترح الرئيس قحطان الشعبي بتسمية بلده (دولة عدن.) أو (دولة حضرموت) مرورا بوضع العراقيل في طريق النظام الوطني الوليد بفرض توجهات يسارية متطرفة واثارة الفوضى في البلاد منذ اليوم الأول للاستقلال لحرف التوجه العقلاني الرشيد للرئيس قحطان من قبل من اطلقوا على أنفسهم يسار ومعهم البيض وزير الدفاع الذي كان ينبغي أن يعمل على استقرار الأوضاع بالانطلاق من موقعه الرسمي كوزير للدفاع,ولكنه ابى إلا أن يقف في صف عصابة التامر المتمركسة التي كان ابرز منظريها أبناء اليمن الذين وجدوا في بعض الحنوبين ضالتهم في يمننة الجنوب, الذي لم ينعم باستقلاله الذي سرعان ماتخلى عنه البيض بعد أن خاض التيار الفوضوي في مايسمى الجبهة القومية ومعه البعثيون والمتمركسون الآخرون عدة جولات من الصراع انتهيت بالقضاء على نظام قوى الايديولحيا التي توحدت في الحزب الاشتراكي اليمني الذي لم يبق منها إلا واحد سرعان مانفذ المؤامرة الثانية في العالم العربي المتمثلة بجلب احتلال عسكري واستيطاني لايقل خطورة عن الاحتلال العسكري والاستيطاني لارص فلسطين.
وهانحن بعد أن اضاع محررو الجنوب استقلاله ازاء احتلال اخطر احتلال يدعى احقيته في أرض الجنوب باعتراف الذين لولاهم ماغابت شمس الامبراطورية البريطانية.