الإعلام الهابط والمنفلت

2025-03-11 22:03

 

كل منا يتابع حجم الحملات الإعلامية المغرضة والافتراءات المضللة للنيل من الجنوب والجنوبيين عامة والمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه عيدروس خاصة من قبل قنوات حزب الإصلاح والحوثيين وكل وسائل الإعلام ذات الجهوية الشمالية، وكل هذا السيل الجارف من الإشاعات والفبركات والتزييف بكل وسائل الانحطاط القيمي هدفه في الأول والأخير النيل من عزيمة شعب الجنوب وثنيه عن أهدافه العظيمة التي بذل الغالي والنفيس من أجلها ومازال.

 

عندما أدركت كل هذا القوى مجتمعة قوة ووحدة الشعب الجنوبي التي جسدها سلما وحربا وأمام عجزها عن هزيمته في الميدان بقي لها سلاح الإشاعات المنتشرة بغرض التشويش على الإرادة الجنوبية وهزيمتها في عقر دارها، وكل هذا مقدمات لحرب معلنة تنتهجها هذه القوى المفلسة والمهزومة التي لم يبق أمامها إلا حرب الإشاعات والفبركات، وتتماهى هذه الحرب مع حرب الخدمات وارتفاع الأسعار الجنوني وتدني القيمة الشرائية لرواتب الموظفين وما انعكس على حياة الناس، وكل هذه القنوات والوسائل الإعلامية المناط بها استهداف المجتمع الجنوبي تذهب باتجاه واحد مرسوم لها للنيل من الانتقالي الجنوبي وتحميله كل ما يحصل من نتائج لحرب الخدمات والإشاعات دون التطرق مثلا إلى شرعية العليمي والحكومة الشرعية لا من قريب ولا من بعيد، ومع أن الانتقالي الجنوبي شريك في المجلس الرئاسي والحكومة ومسؤوليته تتحدد بمقدار شراكته إذا افترضنا ولا يعفيه من موقعه مسؤوليته تجاه ما يحدث، لكن هذا في الأول والأخير يكشف خطيئة التوليفة والتركيبة السياسية للشرعية التي تدير العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مناطق ومحافظات الجنوب وأجزاء من محافظات الشمال كمأرب وتعز ناهيك عن إضعاف دورها وتواجدها خارج البلاد في غالب الأحيان مع ما تعانيه الحكومة من ضعف الموارد وسوء استغلال ما توفر بصورة كارثية.

 

نعود إلى موضوع الحملات الإعلامية الشرسة والموجهة من المطابخ القذرة تجاه الجنوب والمجلس الانتقالي على وجه التحديد، حيث لم تكتف تلك الوسائل الإعلامية بما تضخه ليل نهار من حملات مسعورة ونابية بل وصل الأمر إلى استغلال المسميات الجنوبية لبعض القنوات والمنصات الإعلامية بمسميات لا علاقة لها إطلاقا بالجنوب والجنوبيين، وهنا سنكون مضطرين لذكر نماذج منها: خذ مثلا قناة ما تسمى "بالمهرية" ومنصة أبناء عدن وسيل من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تحمل مسميات جنوبية وهي في ذات الوقت ليس لها صلة ولا روح ولا انتماء ولا وجود حتى على أرض الجنوب، ومع كل هذا الزيف والهباء يدرك شعبنا الجنوبي تمام الإدراك أهداف وخساسة ووضاعة قنوات ومنصات إعلامية مقنعة لا تكشف عن وجهها القبيح وتجعل من المسميات الجنوبية غطاء لبث سموهما بقصد تفتيت عضد اللحمة الجنوبية، لكن مع كل هذا زادت شعبنا مناعة وقوة في مقاومة جراثيمها وفيروساتها الملوثة بالحقد والكراهية وبث المناطقية المقيتة، وما يحز في النفس أن بعضا من أبناء جلدتنا حين يذهب البعض بقصد أو بغير قصد تحت وطأة المعاناة أو محاولات الاستقطاب لاجترار ما تبثه تلك الوسائل الإعلامية غير المهنية وهي بالمناسبة إعلام حربي موجه وجزء لا يتجزأ من منظومة الحرب المعلنة والخفية تجاه الجنوب وقياداته وكل ما هو جنوبي.

 

*- أحمد يسلم صالح