المحلل السياسي والباحث في الأكاديمية الروسية د. علي الزامكي
*- شبوة برس - موسكو «الأيام» خاص:
الحوثي مقتنع بالشمال والانتقالي بدون تمثيل المحافظات الـ 6 عائد إلى باب اليمن
*- في تعليق على تصريحات الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد أكد المحلل السياسي والباحث في الأكاديمية الروسية د. علي الزامكي أن الدعوة إلى إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكم إلى جانب الحوثيين تواجه تحديات جوهرية قد تعرقل نجاحها.
وأوضح الزامكي، في تصريح لـ "الأيام" أن هذه الشراكة، رغم ما يبدو عليها من طابع تسوية، قد تعني النهاية السياسية للطرفين إذا لم يتم التعامل معها بحذر.
وكان الرئيس الجنوبي الأسبق على ناصر محمد قد قال في تصريحات لقناة بي بي سي إنّه يؤيد مشاركة الحوثيين في الحكم ويرفض أن يكونوا حكامًا لصنعاء، ويؤيد مشاركة المجلس الانتقالي في حكم اليمن لا أن ينفرد بحكم الجنوب.
وأشار الزامكي إلى أن الحوثيين لن يقبلوا بمثل هذه الشراكة، لأن الدخول فيها يعني تقويض مشروعهم السياسي القائم على السيطرة الأحادية، وأضاف أن المجلس الانتقالي الجنوبي يواجه المعضلة ذاتها، حيث إن انخراطه في تسوية شاملة قد يؤدي إلى إضعاف نفوذه السياسي والعسكري تدريجياً.
وأوضح الزامكي أن هناك قواسم مشتركة بين الحوثيين والمجلس الانتقالي، أبرزها أن مصيرهما قد يكون واحدًا في حال دخلا في تسوية سياسية شاملة، إذ سيفقدان التأييد الشعبي بسبب تجارب حكمهما التي وُصفت بالسلبية، قائلا: "الشعب في الشمال والجنوب يبحث عن بدائل أفضل، وقد يجد في بقايا نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح خيارًا أقل سوءًا من الوضع الحالي".
وشدد الزامكي على أن الحوثيين مقتنعون بإحكام قبضتهم على الشمال ولا يطمحون إلى أكثر من ذلك، وأن خطابهم حول الوحدة اليمنية ليس سوى وسيلة لطمأنة بعض الجهات الفاعلة في الداخل الشمالي، مضيفا أن العقبة التي تواجه مشروع الحوثيين في الشمال ليست سوى المجلس الانتقالي، الذي لو ركّز على بناء مؤسساته الوطنية بدلاً من التهديدات والتصعيد السياسي والعسكري، لكان وضعه أكثر استقرارًا.
وأكد الزامكي أن المجلس الانتقالي إذا لم يعمل على تشكيل فريق وطني يضم ممثلين حقيقيين من المحافظات الجنوبية الست، مع تمثيل قوي لحضرموت وشبوة وعدن، فإن مستقبله سيكون محفوفًا بالمخاطر. وأضاف أن الاعتماد على الفهلوة السياسية وحدها قد يعيده إلى صنعاء، لكن هذه المرة في ظروف أسوأ من تلك التي واجهها الرئيس السابق علي سالم البيض.
وحذّر الزامكي من أن دخول المجلس الانتقالي في تسوية سياسية بالأدوات الحالية، سواء السياسية أو العسكرية أو الأمنية، قد يؤدي إلى نهايته، في حين أن إعادة تشكيل أدواته من كافة المحافظات الجنوبية قد تتيح له فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أوراقه على أسس وطنية متينة.
واختتم، "من النادر أن نرى تيارًا سياسيًا يعمل على إضعاف تيار آخر يخدم وجوده مثلما يفعل المجلس الانتقالي مع الحوثيين، فبقاء أحدهما يعني تلقائيًا بقاء الآخر، وإذا انتهى الحوثي فإن الانتقالي سيصبح تحصيل حاصل، والعكس صحيح. الحوثيون يدركون أن وجود الجنوب ومجلسه الانتقالي هو مصلحة لهم، لكن بعض قيادات الانتقالي السياسية والعسكرية ما زالت تتعامل مع الحوثيين كخصم أكبر من الشرعية، وهذا خطأ استراتيجي يجب تصحيحه".