يتناول البعض في بلادنا الثرثرة حول ما يدعونه بـ منجز الإقليم الشرقي الذي تطرقنا إليه مسبقا في مقالنا المعنون ( إقليم بن علوان ) على اعتبار أنه حل استراتيجي لمعاناة الإنسان على المدى الطويل آملين –المساكين- أن يكون هذا الإقليم ( بارقة أمل ومدعاة للفأل وخطوة مباركة ) كما جاء في بيان صادر عن أحد التكوينات المجهريه .
يستندون في تفاؤلهم ذلك للأفق الفدرالي الذي قد يوفره لهم نظام الحكم الذي سيفرض من خلال ما يسمى بـ مؤتمر الحوار الوطني للكلفته والقرطسة والصقعة قفى المسمع (*)..
وللتبحر في الأمر وكشف أسراره وهل فعلا ستكون صقعة قفى المسمع أم ستكون ( بارقة أمل ومدعاة للفأل وخطوة مباركة ) نحو مزيد من الحلول كما جاء في البيان فسنلقي الضوء على المشاريع المقدمة من قبل الأحزاب اليمنية ( المؤتمر, الإصلاح, الاشتراكي ) باعتبارها الجهات الراعية لمشروع الإقليم الشرقي والتي قدمت رؤاها للجنة القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني على أمل أن يتم التصويت على إحدى هذه الرؤى وهي موجودة كملفات Word و PDF في موقع مؤتمر الحوار الوطني ndc.ye لمن أراد طباعتها وقراءتها .
وسنبدأ برؤية التجمع اليمني للإصلاح حول الحلول والضمانات التي تقدم بها الحزب لمؤتمر الحوار الوطني كحل للقضية الجنوبية , تتكون الرؤية من 13 صفحة لم يرد في هذه الصفحات كلها أي مفردة تحمل أي من حروف ( الفدرالية ) التسعة , وإنما اقترحت الرؤية نظام ( الدولة اليمنية الاتحادية ) وليس الفدرالية كما يشاع ولاختصار الوقت اقتبس منها ربع صفحة تغني عن قراءة البقية :
تنبيه: (الاختصاصات الاتحادية) تعني اختصاصات العاصمة ( صنعاء ) وحدود صلاحياتها .
اقتباس:
الاختصاصات الاتحادية
1)تمارس هيئات الدولة الاتحادية بمقتضى الدستور السيادة على جميع الأراضي والمياه الإقليمية الواقعة داخل حدود الجمهورية اليمنية ، بحيث تتولى هيئات الدولة المركزية مهام العلاقات الخارجية والاتصالات الدولية، والدفاع والقوات المسلحة، وحماية أمن الدولة وشئون الأمن القومي للبلاد، واستيراد الأسلحة والذخائر ، وتخضع لسلطاتها النقد والعملة والبنوك والمؤسسات الاستثمارية في مجالات النفط والغاز والثروات البحرية، والثروات الطبيعية، وشئون الموظفين والقضاة، والضرائب الاتحادية والرسوم والفوائد المركزية، والقروض العامة، الخدمات البريدية والبرقية والهاتفية واللاسلكية، وشق كافة الطرق الرئيسية وتنظيم المرور فيها، والمطارات والمراقبة الجوية وإصدار تراخيص الطائرات والطيارين، التعليم ، الصحة العامة والخدمات الطبية على الصعيد الوطني، المقاييس والمكاييل والموازين، خدمات الكهرباء والمياه وحماية البيئة، الجنسية، التعداد السكاني والإحصاء ، علاقات العمل والتأمينات الاجتماعية، حماية الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية، تحديد المياه الإقليمية، وتختص الأقاليم ببقية السلطات.
انتهى الاقتباس
نكته: يرجى الانتباه لآخر جملة ( وتختص الأقاليم ببقية الصلاحيات )
ما سبق في الاقتباس السابق يعني إن صنعاء ونظامها الفاسد بسوءه وكل عيوبه هو من سيقوم على عملية إدارة ثروات الأقاليم كالمعادن ومنابع النفط واستخراجها وحصرها ونقلها وبيعها بالإضافة للكثير من الاختصاصات المذكور في الاقتباس السابق , ( ولن ) يسمح للإقليم أو المحافظة وأجهزتها الرقابية بالاطلاع على تفاصيل عمليات الشفط أو الاستخراج أو طريقة التعاقد مع الشركات أو مراجعة أي من الأمور المذكورة في فقرة الاختصاصات الاتحادية ( وفقا للقانون والطسطور ) وفيما لو تم تخصيص نسبه مئوية بسيطة جدا كعائد يعود للإقليم من أجل استخدامه في التنمية البشرية فهي ستكون نسبة من العائدات كما هي مكتوبة في دفتر بن علوان بوزارة النفط في صنعاء وليست الأرقام الحقيقة التي يصعب حسابها في ضل خضوع الانتاج لشبكة معقدة من الفساد والمحسوبيات والعمولات في أجزاء كثيرة من العملية مثل التعاقد مع الشركات الوهمية في القطاعات والفساد المريع في حساب كميات الشفط والنقل عبر شركات النقل المملوكة للمتنفذين وأخيرا عمليات البيع الغامضة والفاسدة كما حصل عندما باعوا غازكم لـ كوريا بتراب الفلوس مقابل شيكات من تحت الطاولة .
لم يكن ما سبق في المقال من باب التحسر على شيء فنحن نعرف انه ( ما من قفى بوهم شي خير ) ولكن تم السياق للسادة أصحاب النوايا الحسنة لكشف ألاعيب وخداع الأفاعي الشمالية , أما مطلبنا فهو واضح ومعبر عنه من خلال المليونيات المتلاطمة أمواجها في ساحات الجنوب العربي بدون أي مواربة أو تورية (تحرير واستقلال ) وبرع برع يا استعمار ..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع عصيدة المؤتمر الشعبي العام المسماة ( رؤية المؤتمر الشعبي العام للحلول والضمانات للقضية الجنوبية ) .
* صقعة قفـى المسمع تعني ضربة خلف الأذن
محمد بن ماضي
9/9/2013
للمرسلة: [email protected]
تويتر: @mohammedbinmadh