بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الوقفة الاحتجاجية لنقابة هيئة التدريس بالجامعات الجنوبية بساحة كلية الطب الأحد 2فبراير 2025م
زملائنا الأعزاء مشاعل النور وأرباب الفكر و العلم /
نحييكم بكل فخر واعتزاز، ونحيي حضوركم الدائم لوقفات النقابة فقد جسدتم بتفاعلكم مع قرارات النقابة نضال فئة الأكاديميين في وجه الظلم والتهميش، ومنكم تستلهم باقي النقابات والهيئات دروس الصبر؛ فأنتم من تُرَسِّخون في قلوب الجميع أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعاً من بين أنياب الظلمة، أنتم صناع العقول و الأمل والمستقبل، الذين لا تقهرهم الظروف ولم تُضعفهم التحديات.
أيها الزملاء في الساحة الأكاديمية
أيها الشرفاء الذين أضاءوا دروب النضال بحبر الحق، نقف اليوم أمام واقع بائس ومرير لم يعد يُحتمل، واقع نعيش فيه مع شعبنا في قاع المعاناة، في ظل وجود مجلس قيادة لا يعنيه أمر هذا الشعب ، وفي ظل حكومة غافلة، غارقة في صمتها، لا تُبالي بما يعيشه هذا الوطن من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، حكومة، بدلاً من أن تكون حلاً، أصبحت جزءاً من المشكلة هي لا ترى، ولا تسمع، بل تسير في طريقها وكأنها لا تعلم ما يجري في بلادها.
ونود أن نوجه في وقفتنا الرسائل الآتي :
١) إلى أولئك الذين يصرون على كسرنا وتفتيت تصعيدنا فعليهم أن يدركوا أنهم اصبحوا عوناً للظلم، وغطاء لما يُرتكب من انتهاكات في حقنا وحق شعبنا، هؤلاء الذين يظنون أن الحديث عن الحرص على التعليم يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها، هم في الواقع يساهمون في تكريس هذه المهزلة المدمرة، وليس لهم حجة مقنعة أن يحدثونا عن مصلحة الطلاب والتعليم فالتعليم اليوم لم يعد تعليماً، بعد أن ضاع معناه في زحمة التحديات المستمرة عندما نرى الأساتذة والطلاب يواجهون واقعًا مريرًا من العناء، واصبح من المستحيل الحديث عن تحسين التعليم قبل أن نواجه الحقيقة القاسية فالتعليم لا يمكن أن يزدهر في بيئة لا تحترم الأستاذ ولا تقدر الطالب لا يمكن أن نراهن على المستقبل إذا كانت أسسنا تهتز تحت أقدامنا
٢) إلى زملائنا أعضاء هيئتنا التدريسية الذين تباطأوا وتراخوا، لسبب أو لآخر منتظرين أن تأتيهم الحقوق على طبق من ذهب فنقول لهم إن النضال لا يعترف بالتراجع أو اللامبالاة، ولن يتسنى لنا أن نحظى بحقوقنا إلا إذا اتحدنا ورفعنا صوتنا عالياً ولم نكن يوماً من الذين يساومون على الكرامة أو الحقوق أو أن تظل آمالنا معلقة في الهواء، ولا أن تمر الأيام ونحن نتأمل في المستقبل بلا تغير ؛ فالإضراب الذي نخوضه هو التزام إنساني وأخلاقي، هو رفض لحالة الفقر المعنوي والمادي الذي نعيشه، نحن نطالب بأن نعيش بكرامة، تلك الكرامة التي نراها في أعين أجيالنا القادمة، نريد أن تكون حقوقنا واقعًا، لا أحلاماً.
٣)على الجميع أن يدرك إنّ عضو هيئة التدريس، باعتباره جزءاً من النقابة التي تسعى لانتزاع حقوقه والدفاع عن مكانته وكرامته لا يمكنه أن ينتظر إذنًا أو موافقة؛ للانطلاق في الإضراب، فالقرار بالإضراب هو حق نقابي مكفول للنقابات كفلته القوانين واللوائح، فالنقابة هي الجهة المسؤولة عن إعلان هذا التحرك الجماعي، فلا مجال للحيرة أو التردد، فالظروف تتطلب اتخاذ خطوات حاسمة لتنفيذ قرارات النقابة على طريق نيل المطالب المشروعة.
زملاؤنا الأعزاء
بينما نعيش هذه المعاناة و نواجه هذا الاستهتار المريب من مجلس القيادة والحكومة، يصدمنا صمتٍ مزري من دول التحالف التي تخلت عن واجبها في دعم الشعب وصون حقوقه ولا شك أن هذا الصمت عن معاناتنا هو تواطؤ صريح مع الفشل، وهو تغطية على جريمة مستمرة بحق الأجيال فنحن هنا لا نطالبهم بالاعتراف بمعاناتنا فقط بل نطالبهم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه هذا الوطن، إن صمتهم سيظل وصمة عار في جبينهم، وعارا نلاحقهم به في كل لحظة.
الزملاء الأكارم /
إن تصعيدنا ليس مجرد خطوات رمزية، بل هو موقف حاسم يتجاوز حدود الكلمات، هو تعبير عن كرامتنا وحريتنا في مواجهة الظلم ويعني التزامنا بالإضراب والوقفات وكل خطوة نقابية تقررها النقابة، وهو عهد نقطع به على أنفسنا، وهو طريقنا نحو تحقيق حقوقنا وصون كرامتنا، ومن يعتقد أن بإمكانه خلط الأوراق أو التشويش على هذا المسار، عليه أن ينتظر مكانه الحقيقي في سجل التاريخ، حيث سيُسجل له أنه وقف في صف من خذلوا زملاءهم حين احتجنا إلى وحدة الصف وتماسكه
الزملاء الأعزاء/
نعلنها اليوم بكل صراحة نحن في النقابة لن نتراجع عن مطالبنا، ولن نسمح بأن تُسرق حقوقنا لن نرضى أن تبقى معاناتنا بلا حل، ولن نقبل أن نعيش في هذا الجحيم بينما الحكومة تغلق عيونها عن أوجاعنا فكل يوم يمر ونحن نعيش القهر أكثر، وكل ساعة تمر ونحن نخسر جزءًا من كرامتنا لا مجال للتردد بعد كل هذه المعاناة، إلا أن نحقق مطالبنا بكل قوتنا
لقد تجاوزنا حد الصبر المسموح، ولا مجال للسكوت، فلن نرضى أن تبقى رواتبنا تتآكل تحت رحى المتلاعبين بصرف العملة، ولن نقبل بتدمير الخدمات الأساسية التي نشكو منها بل سنقف ومعنا سائر النقابات والهيئات الجنوبية متحدين في مواجهة هذه السياسات الفاسدة والهدامة التي لا تهدف إلا إلى هدم كل ما بنيناه بدماء وعقول الأجيال معاً، من خلال وحدة المواقف، وسنتمكن بثبات موقفكم من أن ننتزع حقوقنا انتزاعاً، لن نتراجع ولن نرضى بأقل من كرامتنا.
الزملاء الأعزاء/
إن تدهور الوضع أصبح تهديداً مباشراً لاستقرار حياتنا، ونحن على استعداد للتحرك بكل وسيلة، ولن نغادر الساحة حتى يتحقق النصر.
ونُجدد مطالبنا العادلة التي يجب أن تُلبى فورًا:
1. إعادة الراتب إلى البند الأول بند الموارد و انتظام صرف الرواتب في مواعيدها
2. هيكلة الرواتب وفق الوضع المعيشي مع مراعاة الحفاظ على قيمتها قبل 2015م
3. تحسين الخدمات العامة، من تعليم وصحة وكهرباء، ليعيش الشعب بكرامة.
4. تعزيز الرقابة على الفساد، ومحاربة جميع أشكال الظلم.
5. تنفيذ المطالب الخاصة بالأراضي في عصل وعمران وحماية أراضي الحرم الجامعي لكل من جامعتي عدن ولحج واستكمال توثيق أرض المستشفى الجامعي
6) تلبية المطالب المتعلقة بالمعينين أكاديمياً بفئاتهم المختلفة والمتعاقدين الإداريين بشكل عام
زملاؤنا الأعزاء،/
في هذه اللحظات الحرجة، نتطلع إلى تحرك قوي ومتماسك من الجميع، لنُظهر للحكومة ومجلس القيادة ومن خلفهم دول التحالف والمجتمع الدولي أن قوة الحق لا يمكن إخمادها فإذا كانت حقوقنا تُغتصب، فإننا نؤكد أننا لن نتوقف عن تصعيدنا، ولن نتراجع عن مطالبنا حتى نسترد كرامتنا.
ونعلنها بوضوح أننا سنواصل الضغط بكل الوسائل المشروعة، وسنرفع سقف مطالبنا، وسنسير في الطريق الذي يضمن استعادة حقوقنا فنحن لا نرضى بالقليل، ولا نطالب بالمستحيل، فقط نريد استعادة كرامتنا التي نستحقها و يستحقها شعبنا العظيم لن نهدأ حتى يُعاد لنا الحق، ولن نتوقف حتى ينكسر الظلم.
صادر عن الوقفة الاحتجاجية لنقابة هيئة التدريس بالجامعات الجنوبية